للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بِصَدرِهِ. وزاد في أخرى: فَأَوحَى اللَّهُ إِلَى هَذِهِ أَن تَبَاعَدِي وَإِلَى هَذِهِ أَن تَقَرَّبِي.

رواه أحمد (٣/ ٢٠)، والبخاريُّ (٣٤٧)، ومسلم (٢٧٦٦) (٤٦ و ٤٨)، وابن ماجه (٢٦٢٢).

* * *

ــ

ملائكة العذاب ما في قلبه لما تنازعوا؛ لأن الملائكة كلهم لا يخفى عليهم أن التوبة إذا صحت في القلب، وعمل على مقتضاها بالجوارح بالقدر الممكن، مقبولة بفضل الله تعالى، ووعده الصادق، والأحسن ما ذكرناه إن شاء الله تعالى، وإنما جعل الله قرب تلك الأرض سببا مرجحا لحجَّة ملائكة الرحمة، ومصدقا لصحة التوبة، وفيه دليل على أن أعمال الظاهر عنوان على الباطن.

و(قوله: فأوحى الله إلى هذه أن تباعدي وإلى هذه أن تقربي). إنما كان ذلك لما حكم الحاكم بقياس الأرض. ويفهم منه أن الرجل كان أقرب إلى الأرض التي خرج منها، فلو ترك الله الأرض على حالها، لقبضته ملائكة العذاب، لكن غمرته الألطاف الإلهية، وسبقت له العناية الأزلية، فقربت البعيد، وألانت الحديد. ويستفاد منه أن الذنوب وإن عظمت، فعفو الله أعظم منها، وأن من ألهم صدق التوبة. فقد سلك به طريق اللطف والقربة.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>