للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

غَزوِهِم، فَأَخبَرَهُم بِوَجهِهِم الَّذِي يُرِيدُ، وَالمُسلِمُونَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ كَثِيرٌ، وَلَا يَجمَعُهُم كِتَابُ حَافِظٍ (يُرِيدُ بِذَلِكَ: الدِّيوَانَ).

قَالَ كَعبٌ: فَقَلَّ رَجُلٌ يُرِيدُ أَن يَتَغَيَّبَ، يَظُنُّ أَنَّ ذَلِكَ سَيَخفَى لَهُ مَا لَم يَنزِل فِيهِ وَحيٌ مِن اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَغَزَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ تِلكَ الغَزوَةَ حِينَ طَابَت الثِّمَارُ وَالظِّلَالُ، فَأَنَا إِلَيهَا أَصعَرُ. فَتَجَهَّزَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَالمُسلِمُونَ مَعَهُ، وَطَفِقتُ أَغدُو لِكَي أَتَجَهَّزَ مَعَهُم، فَأَرجِعُ وَلَم أَقضِ شَيئًا، وَأَقُولُ فِي نَفسِي: أَنَا قَادِرٌ عَلَى ذَلِكَ إِذَا أَرَدتُ، فَلَم يَزَل ذَلِكَ يَتَمَادَى بِي حَتَّى استَمَرَّ بِالنَّاسِ الجِدُّ، فَأَصبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ غَادِيًا وَالمُسلِمُونَ مَعَهُ، وَلَم أَقضِ مِن جَهَازِي شَيئًا، ثُمَّ غَدَوتُ فَرَجَعتُ وَلَم أَقضِ شَيئًا، فَلَم يَزَل ذَلِكَ يَتَمَادَى بِي حَتَّى أَسرَعُوا وَتَفَارَطَ الغَزوُ، فَهَمَمتُ أَن أَرتَحِلَ فَأُدرِكَهُم - فَيَا لَيتَنِي فَعَلتُ - ثُمَّ لَم يُقَدَّر ذَلِكَ لِي، فَطَفِقتُ إِذَا خَرَجتُ فِي النَّاسِ بَعدَ خُرُوجِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، يَحزُنُنِي أَنِّي لَا أَرَى لِي أُسوَةً إِلَّا رَجُلًا مَغمُوصًا عَلَيهِ فِي النِّفَاقِ، أَو رَجُلًا مِمَّن عَذَرَ اللَّهُ مِن الضُّعَفَاءِ.

وَلَم يَذكُرنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَلَغَ تَبُوكَ، فَقَالَ وَهُوَ جَالِسٌ فِي القَومِ بِتَبُوكَ: مَا فَعَلَ كَعبُ بنُ مَالِكٍ؟ قَالَ رَجُلٌ مِن بَنِي

ــ

و(قوله: فقلَّ رجل يريد أن يتغيب يظن أن ذلك سيخفى له) كذا وقع هذا الكلام في سائر روايات مسلم، وفي نسخه، وسقط من الكلام (إلا) قبل (يظن) وبه يستقيم الكلام. وهي إيجاب بعدما تضمنه (َلّ) من معنى النفي؛ لأن معنى قوله: قل رجل، بمعنى: ما رجل، فكأنه قال: ما رجل يريد أن يتغيب إلا ظن أن ذلك سيخفى له.

و(قوله: فأنا إليها أصعر) هو بالعين المهملة، ومعناه: أميل.

و(قوله: وتفارط الغزو) أي: تقدَّم الغزاة. والفرط والفارط: المتقدم. وجمعه: فراط. والأسوة: القدوة. والمغموص عليه: المعيب، المتهم، المحتقر.

<<  <  ج: ص:  >  >>