للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَلَى مَن كَانَ قَبلَكُم فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، وَتُهلِكَكُم كَمَا أَهلَكَتهُم.

وفي رواية: وتلهيكم كما ألهتهم، بدل (فتهلككم).

رواه أحمد (٤/ ٣٢٧)، والبخاريُّ (٣١٥٨)، ومسلم (٢٩٦١)، والترمذيُّ (٢٤٦٢)، وابن ماجه (٣٩٩٧).

[٢٦٩٣] وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، عَن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: إِذَا فُتِحَت عَلَيكُم فَارِسُ وَالرُّومُ، أَيُّ قَومٍ أَنتُم؟ قَالَ عَبدُ الرَّحمَنِ

ــ

بـ (أخشى)، ولا يجوز رفعه إلا على وجه بعيد، وهو أن يحذف ضمير المفعول، ونعامله معاملة الملفوظ، كما قال امرؤ القيس:

. . . . . . . . . . . . ... فثوبا نسيت وثوبا أجر (١)

فكأنه قال: فثوب نسيته، وثوب أجره، وهي قليلة بعيدة. وفيه ما يدلّ على أن الفقر أقرب للسلامة، والاتساع في الدنيا أقرب للفتنة، فنسأل الله الكفاف والعفاف.

و(قوله: فتنافسوها كما تنافسوها) أي: تتحاسدون فيها، فتختلفون وتتقاتلون فيهلك بعضكم بعضا، كما قد ظهر ووجد، وقد سمى في هذا الحديث التحاسد تنافسا؛ توسعا، لقرب ما بينهما، وقد بينا حقيقة كل واحد منهما فيما تقدم، ومعنى تلهيكم: تشغلكم عن أمور دينكم، وعن الاستعداد لآخرتكم.

و(قوله: إذا فتحت عليكم فارس والروم، أي قوم أنتم؟ ) هذا استفهام يشوبه إخبار منه صلى الله عليه وسلم عن أمر قبل وقوعه، وقع على نحو ما أخبر عنه، فكان ذلك من أدلة صحة نبوته ورسالته صلى الله عليه وسلم، وكم له صلى الله عليه وسلم منها، وكم! ومعنى: (أي قوم أنتم؟ )


(١) هذا عجز بيت، وصدره:
فلمَّا دنوت تَسَدَّيْتُها

<<  <  ج: ص:  >  >>