أي: على أي حال تكونون؟ فكأنه قال: أتبقون على ما أنتم عليه؟ أو تتغير بكم الحال؟ فقال عبد الرحمن بن عوف: نقول كما أمرنا الله تعالى. أي: نقول قولا مثل الذي أمرنا الله، وكان هذا منه إشارة إلى قول الله تعالى:{حَسبُنَا اللَّهُ وَنِعمَ الوَكِيلُ} وذلك أنه فهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خاف عليهم الفتنة من بسط الدنيا عليهم، فأجابه بذلك، فكأنه قال: نستكفي الفتن والمحن بالله، ونقول كما أمرنا، وهذا إخبار منهم عما يقتضيه حالهم في ذلك الوقت، فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم لا يبقون على تلك الحال، وأنها تتغير بهم. وقال بعض الشارحين: لعله: نكون كما أمرنا الله، وهذا تقدير غلط للرواة، لا يحتاج إليه مع صحة المعنى الذي أبديناه، والله تعالى أعلم.
و(قوله: أو غير ذلك) هو بسكون الواو، وهي القاطعة، و (غير) بالنصب على إضمار فعل، تقديره: أو تفعلون غير ذلك، ويجوز رفعه على تقدير: أو يكون غير ذلك.
و(قوله: تتنافسون، ثم تتحاسدون، ثم تتدابرون، ثم تتباغضون) أي: تتسابقون إلى أخذ الدنيا، ثم تتحاسدون بعد الأخذ، ثم تتقاطعون، فيولي كل واحد منكم دبره عن الآخر معرضا عنه، ثم تثبت البغضاء في القلوب، وتتراكم حتى يكون عنها الخلاف، والقتال، والهلاك، كما قد وجد.
و(قوله: ثم تنطلقون في مساكين المهاجرين فتجعلون بعضهم على رقاب بعض)، وفي رواية السمرقندي: فتحملون، قال بعضهم: لعل أصول هذا