أي: يمضي عليه ويقطعه، يقال: أجزت الوادي وجُزتُه لغتان فصيحتان. وحُكي عن الأصمعي أنه قال: أجزته قطعته، وجُزته مشيت فيه.
ويحتمل أن يقال: إن الهمزة في أجاز هنا للتعدية من قولهم: أجيزي صوفة؛ أي: أجزنا، وذلك أن صوفة كان رجلاً معظمًا في قريش يُقتدى به في مناسك الحج، فلا يجوز أحدٌ في شيء من مواقفه حتى يجوز، فكان الناس يستعجلونه فيقولون: أجِز صوفةُ؛ أي: ابتدِئ بالجواز حتّى نجوز بعدك، فكان يمنعهم بوقوفه ويجيزهم بجوازه، ثمّ بقي ذلك في ولده فقيل للقبيلة: أجيزي صوفة. فكذلك الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأمّته على الصراط، فلا يجوز أحد حتّى يجوز هو وأمّته، فكأنّه يجيز الناسَ. ودعوى الرسل دعاؤها، جاء بالمصدر مؤنّثًا.
و(قوله: يومئذٍ) إشارة إلى حين الجواز على الصراط، وإلا ففي وقت آخر تجادل كلّ نفس عن نفسها. والسَّعدان نبت كثير الشوك، شوكه كالخطاطيف والمحاجن.
و(قوله: لا يعلم ما قدر عظمها إلاّ الله) قيّدناه عن بعض شيوخنا برفع الراء على أن تكون ما استفهامًا خبرًا مقدَّمًا، وقدر مبتدأ، أو بنصبها على أن تكون ما زائدة، وقدر مفعول يعلم.
و(قوله: فمنهم الموبق بعمله) بالباء بواحدة من أسفل كذا للعذري، ومعناه: المُهلَك بعمله السيئ، وللطبري: الموثق بعمله بالثاء المثلثة من الوثاق، وللسمرقندي: المؤمن بقي بعمله وكلها صحيح، والأول أوضحها.