للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خَمسَةٌ: الضَّعِيفُ الَّذِي لَا زَبرَ لَهُ، والَّذِينَ هُم فِيكُم تَبَعًا لَا يَبتَغُونَ أَهلًا وَلَا مَالًا

ــ

الرحمة. والقربى: القرابة. ورقيق القلب: لينه عند التذكر والموعظة، ويصح أن يكون بمعنى الشفيق.

و(قوله: وضعيف متضعف) يعني: ضعيفا في أمور الدنيا، قويا في أمر دينه، كما قال: المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير (١). وكما قد ذم الضعف في أمور الدين، جعله من صفات أهل النار كما قال: وأهل النار خمسة: الضعيف الذي لا زبر له. والزبر هنا: العقل. قاله الهروي. وفي الصحاح: يقال: ما له زبر، أي: عقل وتماسك.

قلت: وسمي العقل زبرا؛ لأنَّ الزبر في أصله هو المنع والزجر. يقال: زبره يزبره - بالضم - زبرا: إذا انتهره ومنعه. ولما كان العقل هو المانع لمن اتصف به من المفاسد والزاجر عنها، سمي بذلك. وقد قيل في الزبر في هذا الحديث: أنه المال، وليس بشيء.

و(قوله: الذين هم فيكم تبعا لا يبتغون أهلا ولا مالا) هذا تفسير من النبي صلى الله عليه وسلم لقوله أولا: الضعيف الذي لا زبر له) فيعني بذلك: أن هؤلاء القوم ضعفاء العقول، فلا يسعون في تحصيل مصلحة دنيوية، ولا فضيلة نفسية ولا دينية، بل: يهملون أنفسهم إهمال الأنعام، ولا يبالون بما يثبون عليه من الحلال والحرام، وهذه الأوصاف الخبيثة الدنيئة هي أوصاف هذه الطائفة المسماة بالقلندرية (٢).


(١) رواه أحمد (٢/ ٣٦٦)، وابن ماجه (٤١٦٨).
(٢) طريقة صوفية، أسَّسها قلندر يوسف العربي الإسباني.

<<  <  ج: ص:  >  >>