للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(وزاد هنا في رواية: ويكون ذلك يا أبا عبد الله؟ قال: نعم، والله، لقد أدركتهم في الجاهلية، وإن الرجل ليرعى على الحي ما به إلا وليدة يطؤها) وَالخَائِنُ الَّذِي لَا يَخفَى لَهُ طَمَعٌ وَإِن دَقَّ إِلَّا خَانَهُ، وَرَجُلٌ لَا يُصبِحُ وَلَا يُمسِي إِلَّا وَهُوَ يُخَادِعُكَ عَن أَهلِكَ وَمَالِكَ - وَذَكَرَ البُخلَ والكَذِبَ - وَالشِّنظِيرُ الفَحَّاشُ.

رواه مسلم (٢٨٦٥) (٦٣ و ٦٤).

ــ

و(قوله: قلت: ويكون ذلك يا أبا عبد الله؟ قال: نعم! والله لقد أدركتهم في الجاهلية، وإن الرجل ليرعى على الحي ما به إلا وليدتهم يطؤها) هذا القائل هو قتادة. وأبو عبد الله هو مطرف بن الشخير الذي روى عن عياض بن حمار. ويدل هذا على أن مطرفا أدرك الجاهلية، وأنَّه صحابي وإن لم يذكره أبو عمر في الصحابة، وكان حقه أن يذكره؛ لأنَّ من شرطه أن يذكر من ولد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ومطرف ولد في زمانه صلى الله عليه وسلم، على ما قاله ابن قتيبة وغيره. والحي: القبيل. والوليدة: الأمة، ووجدت مقيدا في أصل أبي الصبر، معتنى به، مصححا عليه: إلا وليدتهم بفتح التاء، ووجهه أنه استثناء من مستثنى محذوف، تقديره: ما به شيء أو حاجة إلا وليدتهم. ووقع في بعض النسخ: إلا وليدة، غير مضاف.

و(قوله: والخائن الذي لا يخفى له طمع - وإن دق - إلا خانه) الخائن: هو الذي يأخذ مما اؤتمن عليه بغير إذن مالكه، ويخفى له - هنا - بمعنى يظهر، كما قال (١):

خفاهن من أنفاقهن كأنما ... خفاهن ودق من عشي مجلب

أي: أظهرهن. وخفي من الأضداد. يقال: خفيت الشيء؛ أي: أظهرته وسترته. قاله أبو عبيد.

و(قوله: وذكر البخل والكذب) هكذا الرواية المشهورة فيه بالواو


(١) هو الشاعر: امرؤ القيس.

<<  <  ج: ص:  >  >>