للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي رواية: أخلاقهم على خلق رجل واحد، على طول أبيهم.

وفي رواية: على صورة أبيهم آدم ستون ذراعا في السماء.

وقال أبو كريب: على خلق رجل.

وقال أبو هريرة حين تذاكروا ألرجال أكثر في الجنة أم النساء؟ فقال: لكل امرئ منهم زوجتان اثنتان، يرى مخ سوقهما من وراء اللحم، وما في الجنة أعزب.

رواه البخاريُّ (٣٢٥٤)، ومسلم (٢٨٣٤) (١٤ - ١٧).

ــ

و(قوله: أخلاقهم على خلق رجل واحد) قد ذكر مسلم اختلاف الرواة في تقييد خلق؛ هل هو بفتح الخاء وسكون اللام، أو بضمها؟ وكذلك اختلف فيه رواة البخاري، والذي يناسب ما قبله الضم، فيكون معناه: أن أخلاقهم متساوية في الحسن والكمال. كلهم كريم الخلق؛ إذ لا تباغض، ولا تحاسد، ولا نقص، ويشهد له قوله فيما تقدَّم: قلوبهم قلب واحد.

و(قوله: على طول أبيهم آدم، أو على صورة أبيهم) استئناف خبر آخر عنهم، ويحتمل أن يريد به الخلق، بالفتح والسكون، ويكون قوله على طول أبيهم وما بعده مفسرا لذلك الخلق، والأول أولى لما ذكرناه، ولأنا إذا حملناه عليه استفدنا منه فائدتين، ومن الوجه الثاني فائدة واحدة، وحمل كلام الشارع والفصحاء على تكثير الفوائد أولى، كما قررناه في الأصول.

و(قوله: ستون ذراعا في السماء) أي: في الارتفاع، وكل ما علاك فهو سماء، ويعني بذلك: أن الله تعالى أعاد أهل الجنة إلى خلقة أصلهم الذي هو آدم، وعلى صفته وطوله الذي خلقه الله عليه في الجنة، وكان طوله فيها ستين ذراعا في الارتفاع، من ذراع نفسه، والله أعلم. ويحتمل أن يكون ذلك الذراع مقدرا بأذرعتنا

<<  <  ج: ص:  >  >>