للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فِي سَحَابَةٍ؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: فَوَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَا تُضَارُّونَ فِي رُؤيَةِ رَبِّكُم، إِلَّا كَمَا تُضَارُّونَ فِي رُؤيَةِ أَحَدِهِمَا. قَالَ: فَيَلقَى العَبدَ فَيَقُولُ: أَي فُل، أَلَم أُكرِمكَ وَأُسَوِّدكَ وَأُزَوِّجكَ وَأُسَخِّر لَكَ الخَيلَ وَالإِبِلَ، وَأَذَركَ تَرأَسُ وَتَربَعُ؟ فَيَقُولُ: بَلَى، قَالَ: فَيَقُولُ: أَفَظَنَنتَ أَنَّكَ مُلَاقِيَّ؟ فَيَقُولُ: لَا،

ــ

(قوله: أي فل) هو منادى مرخم، فكأنه قال: يا فلان، ولا يرخم في غير النداء إلا في ضرورة الشعر.

و(قوله: ألم أكرمك؟ ) أي: بما فضلتك به على سائر الحيوانات، كما قال تعالى: {وَلَقَد كَرَّمنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلنَاهُم فِي البَرِّ وَالبَحرِ وَرَزَقنَاهُم مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلنَاهُم عَلَى كَثِيرٍ مِمَّن خَلَقنَا تَفضِيلا}

و(قوله: وأسودك) أي: جعلتك سيدا على قومك. والسؤدد: التقدم بالأوصاف الجميلة، والأفعال الحميدة.

و(قوله: وأذرك ترأس وتربع؟ ) أي: ألم أتركك تترأس على قومك؟ أي: تكون رئيسا عليهم. وتربع - بالموحدة - أي: تأخذ المرباع، أي: الربع فيما يحصل لقومك من الغنائم والكسب. وكانت عادتهم: أن أمراءهم يأخذون من الغنائم الربع، ويسمونه المرباع. قال قطرب: المرباع: الربع. والمعشار: العشر، ولم يسمع في غيرهما. ورواية الجمهور: تربع بالباء، وعند ابن ماهان: ترتع، بتاء باثنتين من فوقها، ومعناه: تتنعم.

و(قوله: أفظننت أنك ملاقي؟ ) أي: أعلمت؟ كقوله تعالى: {فَظَنُّوا أَنَّهُم مُوَاقِعُوهَا} أي: علموا.

و(قوله: فإني أنساك كما نسيتني) أي: أتركك في العذاب كما تركت معرفتي وعبادتي.

<<  <  ج: ص:  >  >>