للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ودينارها، وعدتم من حيث بدأتم. شهد على ذلك لحم أبي هريرة ودمه.

رواه أحمد (٢/ ٢٦٢)، ومسلم (٢٨٩٦)، وأبو داود (٣٠٣٥).

* * *

ــ

فلما أجزنا ساحة الحي وانتحى (١) ... . . . . . . . . . . . . . . .

أي: لما أجزنا انتحى، فزاد الواو. ويحتمل أن يكون جواب إذا محذوفا، تقديره: إذا كانت هذه الأمور جاءت الساعة، أو ذهب الدين. ونحو ذلك، والله أعلم. وتسمية النبي صلى الله عليه وسلم مكيال كل قوم باسمه المعروف عندهم دليل على أنه كان يعرف كلام الناس، وإن بعدت أقطارهم واختلفت عباراتهم. وقد ثبت أنه كان يخاطب كل قوم بلغتهم في غير موضع، وهذا منه إخبار بأن أمور الدين وقواعده يترك العمل بها لضعف القائم بها، أو لكثرة الفتن واشتغال الناس بها، وتفاقم أمر المسلمين، فلا يكون من يأخذ الزكاة ولا الجزية ممن وجبت عليه، فيمتنع من وجب عليه حق من أدائه. والله تعالى أعلم.

و(قوله: وعدتم من حيث بدأتم) أي: رجعتم على الحالة الأولى التي كنتم عليها من فساد الأمر وافتراق الكلمة، وغلبة الأهواء، وذهاب الدين.

و(قوله: شهد على ذلك لحم أبي هريرة ودمه) أي: صدق بهذا الحديث وشهد بصدقه كل جزء في أبي هريرة. ومعناه بأن هذا الحديث حق في نفسه، ولا بد من وقوعه.


(١) هذا صدر بيت، وعجزه:
بنا بَطنُ خَبْتٍ ذي حِقَافٍ عَقنْقَلِ

<<  <  ج: ص:  >  >>