للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٢٨٠٤] وعَن جَابِرِ بنِ سَمُرَةَ عَن نَافِعِ بنِ عُتبَةَ - هو ابن أبي وقاص - قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فِي غَزوَةٍ، قَالَ: فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَومٌ مِن قِبَلِ المَغرِبِ، عَلَيهِم ثِيَابُ الصُّوفِ، فَوَافَقُوهُ عِندَ أَكَمَةٍ، فَإِنَّهُم لَقِيَامٌ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ، قَالَ: فَقَالَت لِي نَفسِي: ائتِهِم فَقُم بَينَهُم وَبَينَهُ، لَا يَغتَالُونَهُ، قَالَ: ثُمَّ قُلتُ: لَعَلَّهُ نَجِيٌّ مَعَهُم، فَأَتَيتُهُم فَقُمتُ بَينَهُم وَبَينَهُ، قَالَ: فَحَفِظتُ مِنهُ أَربَعَ كَلِمَاتٍ أَعُدُّهُنَّ فِي يَدِي، قَالَ: تَغزُونَ جَزِيرَةَ العَرَبِ فَيَفتَحُهَا اللَّهُ ثُمَّ فَارِسَ فَيَفتَحُهَا اللَّهُ ثُمَّ تَغزُونَ الرُّومَ فَيَفتَحُهَا اللَّهُ،

ــ

و(قوله: أتى النبي صلى الله عليه وسلم قوم من قبل المغرب - يعني: من قبل مغرب المدينة - عليهم ثياب الصوف) هذا لباس أهل البادية، والأكمة: القطعة الغليظة من الرمل. ووافقوه (١): وقفوا أمامه، فوقف لهم، أو استدعوا منه ذلك.

و(قوله: قالت لي نفسي: ائتهم فقم بينهم) كذا الرواية المعروفة، وفي بعض الروايات: إذ قالت لي نفسي ائتهم - بزيادة إذ - ومعنى ائتهم: جئهم. ويغتالونه: يقتلونه غيلة؛ أي: خديعة. والنجي: المناجي، وهو المتحدث في خلوة.

و(قوله: تغزون فارس فيفتحها الله. . . الحديث إلى آخره) هذا الخطاب وإن كان لأولئك القوم الحاضرين فالمراد هم ومن كان على مثل حالهم من الصحابة والتابعين الذين فتحت بهم تلك الأقاليم المذكورة، ومن يكون بعدهم من أهل هذا الدين الذين يقاتلون في سبيل الله إلى قيام الساعة. ويرجع معنى هذا الحديث إلى الحديث الآخر الذي قال فيه: لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم إلى قيام الساعة (٢).


(١) في (ز): واقفوه.
(٢) رواه أحمد (٥/ ٣٤)، والترمذي (٢١٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>