وَفِي رِوَايَةٍ أَنَّ ابنَ عُمَرَ لَقِيَ ابنَ صَيَّادٍ فِي بَعضِ طُرُقِ المَدِينَةِ، فَقَالَ قَولًا أَغضَبَهُ، فانتفخ حتى ملأ السكة، فدخل ابن عمر على حفصة وقد بلغها، فقالت له: يرحمك الله ما أردت من ابن صياد؟ أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنما يخرج من غضبة يغضبها؟
رواه أحمد (٦/ ٢٨٣)، ومسلم (٢٩٣٢)(٩٨ و ٩٩).
* * *
ــ
و(قوله: فقال له قولا أغضبه) يعني: أن ابن عمر قال لابن صياد قولا غضب ابن صياد لأجله، فانتفخ حتى ملأ السكة، وهي الطريق، وتجمع سككا، وهذا الانتفاخ محمول على حقيقته وظاهره، ويكون هذا أمرا خارقا للعادة في حق ابن صياد، ويكون من علامات أنه الدجال؛ لأنَّ هذا موافق لما قالته حفصة - رضي الله عنها - عن النبي صلى الله عليه وسلم: إنما يخرج من غضبة يغضبها. وقد اجتمعت في أحاديث ابن عمر هذه قرائن كثيرة تفيد أن ابن صياد هو الدجال، ولذلك كان ابن عمر - رضي الله عنهما - قد اعتقد ذلك وصمم عليه، بحيث كان يحلف على ذلك، وكذلك جابر بن عبد الله، رضي الله عنهم.