للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: فَلَقِيتُهُ لَقيَةً أُخرَى وَقَد نَفَرَت عَينُهُ، قَالَ: فَقُلتُ: مَتَى فَعَلَت عَينُكَ مَا أَرَى؟ قَالَ: لَا أَدرِي، قَالَ: قُلتُ: لَا تَدرِي وَهِيَ فِي رَأسِكَ؟ قَالَ: إِن شَاءَ اللَّهُ خَلَقَهَا فِي عَصَاكَ هَذِهِ، قَالَ: فَنَخَرَ كَأَشَدِّ نَخِيرِ حِمَارٍ سَمِعتُ، قَالَ: فَزَعَمَ بَعضُ أَصحَابِي أَنِّي ضَرَبتُهُ بِعَصًا كَانَت مَعِيَ حَتَّى تَكَسَّرَت، وَأَمَّا أَنَا فَوَاللَّهِ مَا شَعَرتُ، قَالَ: وَجَاءَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى أُمِّ المُؤمِنِينَ فَحَدَّثَهَا فَقَالَت: مَا تُرِيدُ إِلَيهِ؟ أَلَم تَعلَم أَنَّهُ قَد قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ مَا يَبعَثُهُ عَلَى النَّاسِ غَضَبٌ يَغضَبُهُ.

ــ

شيء يعتمدونه إلا الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو مرفوع بالمعنى لا باللفظ، فكأنه قال: أخبرني بعضكم عن النبي صلى الله عليه وسلم.

و(قوله: فلقيته لقية أخرى، وقد نفرت عينه) كذا وقع لأكثرهم، والصواب الفتح في اللام من لقية؛ لأنَّه مصدر، ولم يحكه ثعلب إلا بالرفع، ونفرت، بالنون والفاء المفتوحتين: رواية جماعة الشيوخ؛ أي: ورمت، وفي أصل القاضي التميمي: نقرت وفقئت، معا، فقلت: فقئت في الموضعين، وكتب على الأول بخطه: نقرت، بالنون والقاف. ورواه أبو عبد الله المازري: نفرت، بالفاء، وهي كلها متقاربة، وأشبهها الأولى، فإنَّ عينه في ذلك الوقت لم تكن مفقوءة؛ إذ لو كان ذلك لكان من أعظم الأدلة على أنه الدجال، ولاستدل بذلك من قال: إنه هو، على من خالفه في ذلك، ولم يرد ذلك، غير أنه قد حكى أبو الفرج الجوزي في أنه ولد وهو أعور مختون مسرور، وهذا فيه نظر؛ لأنَّ الظاهر من هذا الحديث أشهر مما ذكر. ويحتمل أن يكون ذلك الورم مبتدأ فقء عينه إن كان هو الدجال، والله أعلم. وكون ابن عمر لم يشعر بضربه لابن صياد بالعصا حتى تكسرت، كان ذلك لشدة موجدته عليه، وكأنه تحقق منه أنه الدجال.

و(قوله: فنخر كأشد نخير حمار سمعت) النخير: صوت الأنف. تقول منه: نَخَر ينخِر ينخُر نَخِيرا.

<<  <  ج: ص:  >  >>