للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٢٨٢٧] وَعَنِ ابنِ عُمَرَ، قَالَ: لَقِيتُ ابنَ صَيَّادٍ مَرَّتَينِ، فَقُلتُ لِبَعضِهِم: هَل تَحَدَّثُونَ أَنَّهُ هُوَ؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ، قَالَ: قُلتُ: كَذَبتَنِي، وَاللَّهِ لَقَد أَخبَرَنِي بَعضُكُم أَنَّهُ لَن يَمُوتَ حَتَّى يَكُونَ أَكثَرَكُم مَالًا وَوَلَدًا، فَكَذَلِكَ هُوَ زَعَمُوا اليَومَ. قَالَ: فَتَحَدَّثنَا ثُمَّ فَارَقتُهُ،

ــ

ابن جرير وغيره في الصحابة، غير أنه قد ظهرت منه في هذا الحديث أمور بعضها كفر، وذلك قوله: لو عرض علي ما كرهت، فإنَّ من يرضى لنفسه دعوى الإلهية، وحالة الدجال هو كافر، ولا يتصور في هذا خلاف، وبعضها يشعر بأنه الدجال، وهو قوله: والله إني لأعرفه وأعرف مولده وأين هو. زاد الترمذي (١): وأين هو الساعة من الأرض، وأعرف والده. فإنَّ هذا يقارب النص في أنه هو، وما لبس به من أن مسلم فسيكفر، أو هو منافق كافر في الحال، وحجه وغيره محبط بكفره، أو لعله كان ذلك منه نفاقا. وأما كونه لا يولد له، ولا يدخل مكة والمدينة، فيحتمل أن يكون ذلك منه إذا خرج على الناس، والله تعالى أعلم بحقيقة ذلك.

و(قول أبي سعيد الخدري له: تبا لك سائر اليوم)، أي: خسارا لك دائما؛ لأنَّ اليوم هنا يراد به الزمان، وتبا: منصوب بفعل مضمر لا يستعمل إظهاره؛ أي: لقيت تبا، أي: تبابا، أو صادفت، أو لقّاه الله تبابا.

و(قول ابن عمر - رضي الله عنهما -: لقيت ابن صائد مرتين، فقلت لبعضهم: هل تحدثون أنه هو؟ ) يعني لبعض من كان معه، والذي قال: لا والله، هو ذلك البعض الذي خاطبه، وله قال ابن عمر: كذبتني، ألا ترى أنه خاطبه بقوله: لقد أخبرني بعضكم، ولا يتخيل أن الخطاب لابن صياد؛ لأنَّه لم يتكلم معه بهذه اللقيا، وإنما تكلم معه في اللقية الأخرى.

و(قوله: لقد أخبرني بعضكم أنه لن يموت حتى يكون أكثركم مالا وولدا، فكذلك هو زعموا اليوم) مثل هذا الخبر لا يتوصل إليه إلا بالنقل، ولم يكن عندهم


(١) رواه الترمذي (٢٢٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>