للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٢٨٢٦] وَعَن أَبِي سَعِيدٍ، وَذَكَرَ بَعضُ مَا تَضَمَّنَهُ هَذَا الحَدِيثُ، قَالَ فِيهِ: فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: مَا تَرَى؟ قَالَ: عَرشًا عَلَى المَاءِ. فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: تَرَى عَرشَ إِبلِيسَ عَلَى البَحرِ.

رواه مسلم (٢٩٢٥)، والترمذيُّ (٢٢٤٩).

ــ

انحرفت فيه عوائد، فليكن هذا منها. وقد نُص على هذا في بعض طرقه فقال: يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب، وقراءة غير الكاتب خارقة للعادة.

وثانيهما: أن المؤمن إنما يدركه لتثبته ويقظته، ولسوء ظنه بالدجال، وتخوفه من فتنته، فهو في كل حال يستعيد النظر في أمره، ويستزيد بصيرة في كذبه، فينظر في تفاصيل أحواله، فيقرأ سطور كفره وضلاله ويتبين عين محاله. وأما الكافر فمصروف عن ذلك كله بغفلته وجهله، وكما انصرف عن إدراك نقص عوره، وشواهد عجزه، كذلك يصرف عن فهم قراءة سطور كفره ورمزه.

وأما الفرق بين النبي والمتنبئ، فالمعجزة لا تظهر على يدي المتنبئ؛ لأنَّه يلزم منه انقلاب دليل الصدق دليل الكذب، وهو محال، وللبحث فيها مجال في علم الكلام، وأما من قال أن ما يأتي به الدجال حيل ومخارق، فهو معزول عن الحقائق؛ لأنَّ ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من تلك الأمور حقائق لا يحيل العقل شيئا منها، فوجب إبقاؤها على حقائقها، وسيأتي تفصيلها. والرواية في (تعلموا) بتشديد اللام بمعنى: اعلموا وتعلموا.

و(قوله: فرفعت لنا غنم) أي: أبصرناها على بعد، وكأن الآل الذي هو السراب رفعها لهم؛ أي: أظهرها. والعُس، بضم العين: القدح الكبير.

و(قول ابن صياد لأبي سعيد: أليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو كافر وأنا مسلم إلخ. . .) هذا الحديث من أوله إلى آخره يدلّ على أن هذه القصة اتفقت لأبي سعيد مع ابن صياد بعد أن كبر، وصار رجلا وولد له، وبعد موت النبي صلى الله عليه وسلم، وأن ابن صياد أسلم وحج، وأنه حفظ الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذلك ذكره

<<  <  ج: ص:  >  >>