للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقَالَ بَعضُ أَصحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، قَالَ يَومَ حَذَّرَ النَّاسَ الدَّجَّالَ: إِنَّهُ مَكتُوبٌ بَينَ عَينَيهِ كَافِرٌ، يَقرَؤُهُ مَن كَرِهَ عَمَلَهُ، أَو يَقرَؤُهُ كُلُّ مُؤمِنٍ. وَقَالَ: تَعَلَّمُوا أَنَّهُ لَن يَرَى أَحَدُكُم رَبَّهُ حَتَّى يَمُوتَ.

رواه أحمد (٢/ ١٤٨) و (١٦٩) في إثر الرقم السابق، والبخاريُّ (٣٠٥٥ - ٣٠٥٧)، ومسلم (٢٩٣٠) (٩٥) و (٢٩٣١)، وأبو داود (٤٣٢٩)، والترمذي (٢٢٣٥).

ــ

وثانيها: قوله: إنه مكتوب بين عينيه كافر، يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب وهذا أمر مشاهد للحس يشهد بكذبه وكفره.

وثالثها: قوله: تعلموا أنه لن يرى أحد منكم ربه حتى يموت، وهذا نص جلي في أن الله تعالى لا يُرى في هذه الدار، وهو موافق لقوله تعالى: {لا تُدرِكُهُ الأَبصَارُ} أي: في الدنيا، ولقوله تعالى لموسى - عليه السلام -: {لَن تَرَانِي} أي في الدنيا. ولقوله: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحيًا} الآية.

وحاصل هذا: أن الصادق قد أخبر أن الله تعالى لا يراه أحد في الدنيا، والدجال يراه الناس، فليس بإله، وهذا منه صلى الله عليه وسلم نزول إلى غاية البيان، بحيث لا يبقى معه ريبة لإنسان، وقد تقدَّم الخلاف في رؤية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ربه في كتاب الإيمان، وقد قلنا: إنه لم يثبت في الباب قاطع يعتمد عليه، والأصل: التمسك بما دلت هذه الأدلة عليه، وقد تأول بعض الناس قوله صلى الله عليه وسلم: مكتوب بين عينيه كافر. وقال: معنى ذلك ما ثبت من سمات حدثه، وشواهد عجزه، وظهور نقصه. قال: ولو كان على ظاهره وحقيقته لاستوى في إدراك ذلك المؤمن والكافر، وهذا عدول وتحريف عن حقيقة الحديث من غير موجب لذلك، وما ذكره من لزوم المساواة بين المؤمن والكافر في قراءة ذلك لا يلزم؛ لوجهين:

أحدهما: أن الله تعالى يمنع الكافر من إدراكه، لا سيما وذلك الزمان قد

<<  <  ج: ص:  >  >>