للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَهلُهَا بِمَاءِ العَينِ؟ قُلنَا لَهُ: نَعَم هِيَ كَثِيرَةُ المَاءِ وَأَهلُهَا يَزرَعُونَ مِن مَائِهَا، قَالَ: أَخبِرُونِي عَن نَبِيِّ الأُمِّيِّينَ مَا فَعَلَ؟ قَالُوا: قَد خَرَجَ مِن مَكَّةَ وَنَزَلَ يَثرِبَ، قَالَ: أَقَاتَلَهُ العَرَبُ؟ قُلنَا: نَعَم، قَالَ: كَيفَ صَنَعَ بِهِم؟ فَأَخبَرنَاهُ أَنَّهُ قَد ظَهَرَ عَلَى مَن يَلِيهِ مِن العَرَبِ وَأَطَاعُوهُ، قَالَ لَهُم: قَد كَانَ ذَلِكَ؟ قُلنَا: نَعَم، قَالَ: أَمَا إِنَّ ذَاكَ خَيرٌ لَهُم أَن يُطِيعُوهُ، وَإِنِّي مُخبِرُكُم عَنِّي، إِنِّي أَنَا المَسِيحُ، وَإِنِّي أُوشِكُ أَن يُؤذَنَ لِي فِي الخُرُوجِ فَأَخرُجَ فَأَسِيرَ فِي الأَرضِ فَلَا أَدَعَ قَريَةً إِلَّا هَبَطتُهَا، فِي أَربَعِينَ لَيلَةً، غَيرَ مَكَّةَ وَطَيبَةَ، فَهُمَا مُحَرَّمَتَانِ عَلَيَّ كِلتَاهُمَا، كُلَّمَا أَرَدتُ أَن أَدخُلَ وَاحِدَةً - أَو: وَاحِدًا - مِنهُمَا استَقبَلَنِي مَلَكٌ بِيَدِهِ السَّيفُ صَلتًا يَصُدُّنِي عَنهَا، وَإِنَّ عَلَى كُلِّ نَقبٍ مِنهَا

ــ

و(قوله: قد قدرتم على خبري) أي: اطلعتم عليه، وقدرتم على الوصول إليه.

و(قوله: صادفنا البحر قد اغتلم) أي: قد هاج، وجاوز حده، ومنه الغلمة، وهي شدة شهوة النكاح. وبَيسان، بفتح الباء، ولا تقال بالكسر. وزُغر: بالزاي المضمومة والغين المعجمة على وزن نُغَر، وهما معروفان بالشام. ونبي الأميين، هو محمد صلى الله عليه وسلم والأميون العرب؛ لأنَّ الغالب منهم لا يكتب ولا يحسب، كما قال صلى الله عليه وسلم: إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب (١). فكأنهم باقون على أصل ولادة الأم لهم، فنسب الأمي إليها. هذا أولى ما قيل فيه. وقد تقدَّم القول في تسمية المدينة طيبة وطابة، وأن كل ذلك مأخوذ من الطيب.

و(قوله: استقبلني ملك بيده السيف صلتا) أي: مجردا عن غمده. قال ابن السكيت: فيه لغتان، فتح الصاد وضمها. والمخصرة، بكسر الميم: عصا، أو قضيب كانت تكون مع الملك إذا تكلم، وقد تقدَّم ذكرها.


(١) رواه مسلم (٧٦١)، وأبو داود (٢٣١٩)، والنسائي (٥/ ١٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>