للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مَلَائِكَةً يَحرُسُونَهَا. قَالَت: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، وَطَعَنَ بِمِخصَرَتِهِ فِي المِنبَرِ: هَذِهِ طَيبَةُ هَذِهِ طَيبَةُ هَذِهِ طَيبَةُ (يَعنِي المَدِينَةَ) أَلَا هَل كُنتُ حَدَّثتُكُم ذَلِكَ؟ فَقَالَ النَّاسُ: نَعَم؛ فَإِنَّهُ أَعجَبَنِي حَدِيثُ تَمِيمٍ أَنَّهُ وَافَقَ الَّذِي كُنتُ أُحَدِّثُكُم عَنهُ وَعَن المَدِينَةِ وَمَكَّةَ، أَلَا إِنَّهُ فِي بَحرِ الشَّامِ أَو بَحرِ اليَمَنِ، لَا بَل مِن قِبَلِ المَشرِقِ، مَا هُوَ مِن قِبَلِ المَشرِقِ، مَا هُوَ مِن قِبَلِ المَشرِقِ، مَا هُوَ، وَأَومَأَ بِيَدِهِ إِلَى المَشرِقِ، قَالَت: فَحَفِظتُ هَذَا مِن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.

وفي رواية أن الشعبي سأل فاطمة بنت قيس عَن المُطَلَّقَةِ ثَلَاثًا، أَينَ تَعتَدُّ؟ قَالَت: طَلَّقَنِي بَعلِي ثَلَاثًا، فَأَذِنَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَن أَعتَدَّ فِي أَهلِي، قَالَت: فَنُودِيَ فِي النَّاسِ: الصَّلَاةَ جَامِعَةً، قَالَت: فَانطَلَقتُ فِيمَن انطَلَقَ مِن النَّاسِ، قَالَت: فَكُنتُ فِي الصَّفِّ المُقَدَّمِ مِن النِّسَاءِ، وَهُوَ يَلِي المُؤَخَّرَ مِن الرِّجَالِ، قَالَت: فَسَمِعتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى المِنبَرِ يَخطُبُ، وذكره وَزَادَ فِيهِ: قَالَت: وَكَأَنَّمَا أَنظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَأَهوَى بِمِخصَرَتِهِ إِلَى الأَرضِ وَقَالَ: هَذِهِ طَيبَةُ، يَعنِي المَدِينَةَ.

رواه أحمد (٦/ ٣٧٣ و ٣٧٤)، ومسلم (٢٩٤٢) (١١٩ و ١٢٠)، وأبو داود (٤٣٢٦)، وابن ماجه (٤٠٧٤).

* * *

ــ

و(قوله: ألا إنَّه في بحر الشام، أو بحر اليمن، لا بل من قبل المشرق، ما هو من قبل المشرق) ما هو هذ كله كلام ابتدئ على الظن، ثم عرض الشك، أو قصد الإبهام، ثم نفى ذلك كله وأضرب عنه بالتحقيق، فقال: لا، بل من قبل المشرق، ثم أكد ذلك بـ (ما) الزائدة، وبالتكرار اللفظي، فـ (ما) فيه زائدة لا نافية، وهذا لا بُعد فيه؛ لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم بشر يظن ويشك، كما يسهو وينسى، إلا أنه

<<  <  ج: ص:  >  >>