رواه أحمد (٢/ ١٦٦)، ومسلم (٢٩٤٠)(١١٦)، والنسائي في الكبرى (١١٦٢٩).
[٢٨٣٧] عن عائشة قالت: كانت الأعراب إذا قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوه عن الساعة: متى الساعة؟ فنظر إلى أحدث إنسان منهم فقال: إن يعش هذا لم يدركه الهرم، قامت عليكم ساعتكم.
رواه البخاريُّ (٦٥١١)، ومسلم (٢٩٥٢).
ــ
من ذلك واحد، وهو عبارة عن شدة الحال وصعوبة الأمر. قاله ابن عباس في الآية. يقال: كشفت الحرب عن ساقها. قال الشاعر:
قد حلت الحرب بكم فجُدوا ... وكشفت عن ساقها فشُدوا
وقال آخر:
كشفت لكم عن ساقها ... وبدا من الشر الصراح
وأصله: أن المُجِد في الأمر يشد إزاره، ويرفعه عن ساقه. قال قتادة: يقال للواقع في أمر عظيم يحتاج إلى الجد: قد كشف ساقه. قال الشاعر:
في سنة قد كشفت عن ساقها ... حمراء تبري اللحم عن عراقها
قلت: وهذا المعنى بين في هذا الحديث فتأمل مساقه، وعليه تُحمل الآية، ولا يلتفت إلى غير ذلك مما قيل فيها.
و(قوله: إن يعش هذا لم يدركه الهرم، قامت عليكم ساعتكم) هذه الرواية رواية واضحة حسنة، وهي المفسرة لكل ما يرد في هذا المعنى من الألفاظ المشكلة، كقوله في حديث أنس - رضي الله عنه -: حتى تقوم الساعة، وفي لفظ آخر: القيامة، فإنَّه يعني به ساعة المخاطبين وقيامتهم، كما تقدم في تفسير الراوي، لقوله: يعني بذلك أن ينخرم ذلك القرن.