للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فدخلوا الباب يزحفون على أستاههم، وقالوا: حبة في شعرة.

رواه أحمد (٢/ ٣١٨)، والبخاريُّ (٣٤٠٣)، ومسلم (٣٠١٥)، والترمذي (٢٩٥٦).

[٢٨٥٣] وعنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نحن أحق بالشك من إبراهيم، إذ قال: رب أرني كيف تحيي الموتى؟ قال: أولم تؤمن؟ قال: بلى،

ــ

غيره: خضوعا وشكرا لتيسير الدخول. وحطة: بمعنى حط عنا ذنوبنا، قاله الحسن. وقال ابن جبير: معناه الاستغفار. ثعلب: التوبة. قال الشاعر:

فاز بالحطة التي جعل اللـ ... ـه بها ذنب عبده مغفورا

الكلبي: تعبدوا بقولها كفارة. وهو مرفوع على أنه خبر ابتداء محذوف؛ أي: مسألتنا وأمرنا حطة.

و(قوله: فدخلوها يزحفون على استاههم) أي: ينجرون على ألياتهم فعل المقعد الذي يمشي على أليته. يقال: زحف الصبي: إذا مشى كذلك، وزحف البعير: إذا أعيا. وقالوا مستهزئين: حبة في شعرة، وفي غير كتاب مسلم: حنطة في شعر، فعصوا، وتمردوا، واستهزؤوا، فعاقبهم بالرجز، وهو العذاب بالهلاك. قال ابن زيد: كان طاعونا أهلك منهم سبعين ألفا.

و(قوله: نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال: {رَبِّ أَرِنِي كَيفَ تُحيِ المَوتَى} اختلف العلماء قديما وحديثا في هذا السؤال، هل صدر عن شك وقع أم لا؟ فهم فرقتان: المثبتة للشك والنافية له. فالمثبتون اختلفوا فيمن وقع له هذا الشك، فمنهم من قال: إنما وقع الشك لأمة إبراهيم، بدليل أول القصة، وهو قوله: {أَلَم تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ}. . . الآية، فسأل إبراهيم ربه تعالى أن يريه وأمته كيفية إحياء الموتى ليطمئن قلبه بظهور حجته عليهم، وبإزالة الشك عنهم. قاله الضحاك، وابن إسحاق.

<<  <  ج: ص:  >  >>