للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَاشتَكَيتُ حِينَ قَدِمنَا المَدِينَةَ شَهرًا، وَالنَّاسُ يُفِيضُونَ فِي قَولِ أَهلِ الإِفكِ وَلَا أَشعُرُ بِشَيءٍ مِن ذَلِكَ، وَهُوَ يَرِيبُنِي فِي وَجَعِي أَنِّي لَا أَعرِفُ مِن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ اللُّطفَ الَّذِي كُنتُ أَرَى مِنهُ حِينَ أَشتَكِي، إِنَّمَا يَدخُلُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَيُسَلِّمُ ثُمَّ يَقُولُ: كَيفَ تِيكُم؟ فَذَاكَ يَرِيبُنِي وَلَا أَشعُرُ بِالشَّرِّ، حَتَّى خَرَجتُ بَعدَمَا نَقَهتُ، وَخَرَجَت مَعِي أُمُّ مِسطَحٍ قِبَلَ المَنَاصِعِ، وَهُوَ مُتَبَرَّزُنَا، وَلَا نَخرُجُ إِلَّا لَيلًا إِلَى لَيلٍ، وَذَلِكَ قَبلَ أَن نَتَّخِذَ الكُنُفَ قَرِيبًا مِن بُيُوتِنَا، وَأَمرُنَا أَمرُ العَرَبِ الأُوَلِ فِي التَّنَزُّهِ، وَكُنَّا نَتَأَذَّى بِالكُنُفِ أَن نَتَّخِذَهَا عِندَ بُيُوتِنَا، فَانطَلَقتُ أَنَا وَأُمُّ مِسطَحٍ، وَهِيَ بِنتُ أَبِي رُهمِ

ــ

الشيء: معظمه. والناس يفيضون؛ أي: يخوضون فيه ويكثرون القول. ويريبني: من الريبة، وهي اسم للتهمة والشك. تقول: رابني فلان: إذا رأيت منه ما يريبك، وهذيل تقول: أرابني فلان. قال الهذلي:

يا قوم ما لي وأبا ذؤيب ... كأنني أرَبتُه بريب

وأراب الرجل: صار ذا ريبة، فهو مريب - حكاه الجوهري، وقال غيره: يقال أرابني الأمر يريبني إذا توهمته وشككت فيه، فإذا استيقنته قلت: رابني منه كذا، يريبني، وقال الفراء: هما بمعنى واحد في الشك.

و(قولها بعدما نقهت من مرضي) هو بفتح القاف؛ أي: أفقت، فأمَّا بكسر القاف فهو بمعنى فهمت الحديث. والمناصع: مواضع معروفة. والمتبرز بفتح الراء: هو موضع التبرز، وهو الخروج إلى البراز، وهو الفضاء من الأرض التي مَن خرج إليها فقد برز، أي ظهر، وكني به - هنا - عن الخروج للحدث. والكنف: جمع كنيف، وهو الموضع المتخذ للتخلي، وأصل الكنيف: الساتر. والمرط: الكساء.

<<  <  ج: ص:  >  >>