للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جَالِسَةٌ فِي مَنزِلِي غَلَبَتنِي عَينِي فَنِمتُ، وَكَانَ صَفوَانُ بنُ المُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ ثُمَّ الذَّكوَانِيُّ قَد عَرَّسَ مِن وَرَاءِ الجَيشِ، فَادَّلَجَ فَأَصبَحَ عِندَ مَنزِلِي، فَرَأَى سَوَادَ إِنسَانٍ نَائِمٍ، فَأَتَانِي فَعَرَفَنِي حِينَ رَآنِي، وَقَد كَانَ يَرَانِي قَبلَ أَن يُضرَبَ الحِجَابُ عَلَيَّ، فَاستَيقَظتُ بِاستِرجَاعِهِ حِينَ عَرَفَنِي، فَخَمَّرتُ وَجهِي بِجِلبَابِي، وَوَاللَّهِ مَا يُكَلِّمُنِي كَلِمَةً وَلَا سَمِعتُ مِنهُ كَلِمَةً غَيرَ استِرجَاعِهِ، حَتَّى أَنَاخَ رَاحِلَتَهُ فَوَطِئَ عَلَى يَدِهَا فَرَكِبتُهَا، فَانطَلَقَ يَقُودُ بِيَ الرَّاحِلَةَ حَتَّى أَتَينَا الجَيشَ بَعدَمَا نَزَلُوا مُوغِرِينَ فِي نَحرِ الظَّهِيرَةِ، فَهَلَكَ مَن هَلَكَ فِي شَأنِي، وَكَانَ الَّذِي تَوَلَّى كِبرَهُ عَبدُ اللَّهِ بنُ أُبَيٍّ ابنُ سَلُولَ، فَقَدِمنَا المَدِينَةَ،

ــ

في الأصل هو القصد. والتعريس: النزول من آخر الليل. وقال أبو زيد: هو النزول في أي وقت كان، وأدلج: سار من أول الليل، وادلج - مشددا - سار من آخره. وقيل: هما لغتان، والأول المعروف.

و(قولها فخمرت وجهي بجلبابي)؛ أي: غطيته بثوبي.

و(قولها بعدما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة)، الرواية الصحيحة بالغين المعجمة والراء المهملة، من الوغرة بسكون الغين، وهي شدة الحر، ومنه قيل: في صدره علي وغر - بالتسكين، أي: ضغن وعداوة، تقول: وغر صدره علي يوغر وغرا، فهو واغر الصدر عليه، وقد أوغرت صدره على فلان. وقد رواه مسلم من حديث يعقوب بن إبراهيم موعزين بالعين المهملة والزاي، ويمكن أن يقال فيه: هو من وعزت إليه، أي: تقدمت. يقال: وعزت إليه وعزا، مخففا، ويقال: وعّزت إليه توعيزا، بالتشديد، والرواية الأولى أصح وأولى، والظهيرة: شدة الحر، وهي الهاجرة. ونحرها: صدرها؛ أي: أولها. وقد صحفه بعضهم فقال موعرين بالعين المهملة والراء، ولا يلتفت إليه.

و(قولها فهلك من هلك في شأني)؛ أي: بقول البهتان والقذف. وكبر

<<  <  ج: ص:  >  >>