للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَالَ: يَا أَبَا عَمرٍو مَا شَأنُ ثَابِتٍ، أشتَكَى؟ قَالَ سَعدٌ: إِنَّهُ لَجَارِي وَمَا عَلِمتُ لَهُ بِشَكوى، قَالَ: فَأَتَاهُ سَعدٌ فَذَكَرَ لَهُ قَولَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ ثَابِتٌ: أُنزِلَت هَذِهِ الآيَةُ، وَلَقَد عَلِمتُم أَنِّي مِن أَرفَعِكُم صَوتًا عَلَى

ــ

وطلبوا المفاخرة، قام خطيبهم فافتخر في خطبته. ثم قام ثابت بن قيس فخطب خطبة بليغة جزلة فغلبهم، وقام شاعرهم وهو الأقرع بن حابس فأنشد:

أتيناك كيما يعرف الناس فضلنا ... إذا خالفونا عند ذكر المكارم

وإنا رؤوس الناس من كل معشر ... وأن ليس في أرض الحجاز كدارم

فقام حسان فقال:

بني دارم لا تفخروا إن فخركم ... يعود وبالا عند ذكر المكارم

هُبِلتم علينا تفخرون وأنتم ... لنا خول من بين ظئر وخادم

فقالوا: خطيبهم أخطب من خطيبنا، وشاعرهم أشعر من شاعرنا، فارتفعت أصواتهم، فأنزل الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرفَعُوا أَصوَاتَكُم فَوقَ صَوتِ النَّبِيِّ وَلا تَجهَرُوا لَهُ بِالقَولِ} ولما نزلت جلس ثابت في بيته، فكان كما ذكر في الأصل، وقال عطاء الخراساني: حدثتني ابنة ثابت بن قيس، قالت: لما نزلت هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرفَعُوا أَصوَاتَكُم فَوقَ صَوتِ النَّبِيِّ} الآية، دخل أبوها بيته وأغلق عليه بابه، ففقده النبي صلى الله عليه وسلم، فأرسل إليه يسأله: ما خبره؟ فقال: أنا رجل شديد الصوت أخاف أن يكون حبط عملي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لست منهم، بل تعيش بخير وتموت بخير. قال: ثم أنزل الله: {إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُختَالٍ فَخُورٍ} فأغلق بابه وطفق يبكي، ففقده النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل إليه: ما خبره؟ فقال: يا رسول الله إني أحب الجمال وأحب أن أسود قومي، فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>