وفي رواية: قال: فكنا نراه يمشي بين أظهرنا، رجل من أهل الجنة.
رواه البخاريُّ (٤٨٤٦)، ومسلم (١١٩)(١٨٧ و ١٨٨).
* * *
ــ
لستَ منهم، بل تعيش حميدا وتُقتل شهيدا، وتدخل الجنة. قالت: فلما كان يوم اليمامة خرج مع خالد إلى مسيلمة، فلما التقوا انكشفوا، فقال ثابت وسالم مولى أبي حذيفة: ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم حفر كل واحد منهما له حفرة، فثبتا، وقاتلا حتى قُتلا. وعلى ثابت يومئذ درع له نفيسة، فمر به رجل من المسلمين فأخذها، فبينا رجل من المسلمين نائم أتاه ثابت في منامه فقال له: أوصيك بوصية، وإياك أن تقول: هذا حلم، فتضيعه، إني لما قُتلت أمس مر بي رجل من المسلمين فأخذ درعي، ومنزله في أقصى الناس، وعند خبائه فرس يستن في طِوَله، وقد كفأ على الدرع برمة، وفوق البرمة رحل، فأت خالدا فمره أن يبعث إلى درعي، فيأخذها، وإذا قدمت المدينة على خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعني أبا بكر - رضي الله عنه - فقل له: إن عَلَي من الدَّين كذا وكذا، وفلان من رقيقي عتيق وفلان. فأتى الرجل خالدا فأخبره، فبعث إلى الدرع، فأُتي بها، وحدث أبا بكر برؤياه فأجاز وصيته.
قال: ولا نعلم أحدا أُجيزت وصيته بعد موته غير ثابت.
و(قوله: {وَلا تَجهَرُوا لَهُ بِالقَولِ}) أي: لا تخاطبوه: يا محمد، و: يا أحمد، ولكن: يا نبي الله، أو: يا رسول الله. توقيرا له، صلى الله عليه وسلم.
و(قوله: {أَن تَحبَطَ أَعمَالُكُم}) أي: من أجل أن تحبط؛ أي: تبطل. فإمَّا أصل الأعمال، إن كان ذلك عن كفر، وإما ثوابها إن كان عن معصية.