رواه البخاريُّ (٤٨٦٧)، ومسلم (٢٨٠٢)(٤٦ و ٤٧)، والترمذيُّ (٣٢٨٢).
* * *
ــ
وهذا الكلام خاص للمنكر للانشقاق من أهل الإسلام، وأما الملاحدة فالكلام معهم في إبطال أصولهم الفاسدة، وقد تأول من أنكر وقوع انشقاق القمر من الإسلاميين قوله تعالى:{وَانشَقَّ القَمَرُ} بمعنى: ينشق في القيامة، وممن حكي عنه هذا التأويل: الحسن البصري. وتأول غيره (انشق): تحقق الأمر ووضح، وقال آخر: انشق الظلام عنه بطلوعه.
قلت: وهذه تحريفات لا تأويلات. والحسن البصري أعلم وأفضل من أن يذهب إلى شيء من ذلك، لا سيما مع شهرة القضية، وكثرة الرواة لها، واستفاضتها، وعلمه هو بالأخبار، وسلوكه طريق الصحابة والأخيار، وقد أدرك منهم جملة صالحة، وحصلت له بهم صفقة رابحة.
و(قراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {فَهَل مِن مُدَّكِرٍ} بالدال، وعليها الجماعة، ومدكر: اسم فاعل من: اذدكر؛ أي: تذكر، أدغمت الذال في الدال.
و(قوله:{وَلَقَد يَسَّرنَا القُرآنَ لِلذِّكرِ} أي: للحفظ، فليس شيء من الكتب يُحفظ كحفظ القرآن. والمدكر: المتعظ. وقيل: المزدجر. وقيل: المتحفَّظ.