للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَأَقبَلَ بِيَدَيهِ وَأَدبَرَ، ثُمَّ غَسَلَ رِجلَيهِ إِلَى الكَعبَينِ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا كَانَ وُضُوءُ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -.

ــ

الوجه في التيمم؛ لتساوي اللفظين في المحلين، ولم لا فلا (١)، ومذهب مالك رحمه الله وجوب عموم (٢) مسح الرأس تمسكًا باسم الرأس، فإنه للعضو بجملته كالوجه، وتمسكًا بهذه الأحاديث، ثم نقول: نحن وإن تنزلنا على أن الباء تكون مبعضةً وغير مُبعضة، فذلك يُوجب فيها إجمالاً أزالَهُ النبي - صلى الله عليه وسلم - بفعله، فكان فعله بيانًا لمجمل واجب، فكان مسحه كله واجبًا (٣)، وسيأتي القول في حديث المغيرة الذي ذكر فيه أنه - عليه الصلاة والسلام -: مسح مقدم رأسه وعلى عمامته.

و(قوله: فأقبل بيديه (٤) وأدبر) معناه: أقبل إلى جهة قفاه، والإدبار: رجوعُهُ إلى حيث بدأ، كما فسره حيث قال: فأقبل بهما وأدبر، بدأ بمقدم رأسه. وقيل: المراد: أدبر وأقبل؛ لأن الواو لا تُعطي رتبةً. وفي البخاري: فأدبر بهما وأقبل، وهذا أولى لهذا النص. وقيل: معنى أقبل: دخل في قبل الرأس، كما يقال: أنجدَ وأتهم: إذا دخل نجدًا وتهامةَ.

وقيل: معناه: أنه ابتدأ من الناصية مقبلاً إلى الوجه، ثم ردَّهُما إلى القفا، ثم رجع إلى الناصيةِ. وهذا ظاهرُ اللفظ. والإقبال والإدبار مسحة واحدة؛ لأنها بماء واحد، والمقصود بالرَّدة على الرأس: المبالغة في استيعابه.

و(قوله: ثم غسل رجليه إلى الكعبين) الكعب في اللغة: هو العظم الناشِز


(١) المقصود: لمّا لم تكن كذلك في مسح الوجه في التيمّم، فلا تكون كذلك في مسح الرأس في الوضوء.
(٢) ساقط من (ع).
(٣) في (ع): فكان مسح جميع الرأس واجبًا.
(٤) في (ع): بهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>