[٥٩٤]- وَعَن عبد الله بنِ سَرجَسَ قالَ: دَخَلَ رَجُلٌ المَسجِدَ، وَرَسُول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي صَلاةِ الغَدَاةِ، فَصَلَّى رَكعَتَينِ فِي جَانِبِ المَسجِدِ، ثُمَّ دَخَلَ مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمَّا سَلَّمَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: يَا فُلانُ بِأَيِّ الصَّلاتَينِ اعتَدَدتَ؟ أَبِصَلاتِكَ وَحدَكَ أَم بِصَلاتِكَ مَعَنَا؟ .
رواه أحمد (٥/ ٨٢)، ومسلم (٧١٢)، وأبو داود (١٢٦٥)، والنسائي (٢/ ١١٧)، وابن ماجه (١١٥٢).
* * *
ــ
والإمام يصلي كما ذكرناه آنفًا، وعلى سدّ الذريعة التي يخاف منها توهم الزيادة في الفرائض. وقال في رواية أخرى ما ينص على ذلك: يوشك أن يُصَلّي أحدكم الصبحُ أربعًا، وكذلك يفهم من قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر: يا فلان! بأي الصلاتين اعتددت، بصلاتك وحدك، أو بصلاتك معنا؟ ويزيد معنى آخر وهو: أن فيه منع ما يؤدي إلى الخلاف على الإمام.
ويمكن أن يستنبط من هذين الحديثين: أن ركعتي الفجر إن وقعت في تلك الحال صحَّت؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - لم يقطع عليهما مع تمكنه من ذلك. وفي إنكاره - عليه الصلاة والسلام - على المصلي مع كونه صلى في جانب المسجد ما يدل على شدة المنع من صلاتهما والإمام في الصلاة، وإن كان في زاوية.
وقول عبد الله بن مالك بن بحينة هو الصحيح، وما رواه القعنبي خطأ، كما قاله في الأم. وقال أبو مسعود الدمشقي: أهل العراق يقولون: عن مالك بن بحينة، وأهل الحجاز قالوا: يقولون في نسبه: عبد الله بن مالك بن بحينة، وهو الأصح. وبحينة: أم عبد الله؛ قال أبو عمر بن عبد البر: إن بحينة اسم أم أبيه مالك، والأول أصح وأثبت، ولعبد الله ولأبيه مالك صحبة.