للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَهَلَّلَ اللهَ، وَسَبَّحَ اللهَ، وَاستَغفَرَ اللهَ، وَعَزَلَ حَجَرًا عَن طَرِيقِ المسلمين، أَو شَوكَةً أَو عَظمًا مِن طَرِيقِ النَّاسِ، وَأَمَرَ بِمَعرُوفٍ أَو نَهَى عَن مُنكَرٍ عَدَدَ تِلكَ السِّتِّينَ وَالثَّلاثِمِائَةِ السُّلامَى، فَإِنَّهُ يَمشِي يَومَئِذٍ وَقَد زَحزَحَ نَفسَهُ عَنِ النَّارِ). قَالَ أَبُو تَوبَةَ: وَرُبَّمَا قَالَ: يُمسِي.

رواه مسلم (١٠٠٧).

ــ

؛ الضمير في: إنه، ضمير الأمر والشأن، والمفاصل: هي العظام التي ينفصل بعضها من بعض، وقد سمّاها: سُلاميات. قال أبو عبيد: السُّلامى في الأصل: عظم في فِرسَن البعير، وقد تقدّم القول في السُّلاميات في الصلاة.

ومقصود هذا الحديث: أن العظام التي في الإنسان هي أصل وجوده، وبها حصول منافعه؛ إذ لا تتأتى الحركات والسكنات إلا بها، والأعصاب رباطات، واللحوم والجلود حافظات وممكنات، فهي إذًا أعظم نعم الله على الإنسان، وحق المنعم عليه أن يقابل كل نعمة منها بشكر يخصّها، وهو أن يعطي صدقةً كما أُعطي منفعة، لكن الله تعالى لطف وخفف بأن جعل التسبيحة الواحدة كالعطية، وكذلك التحميدة، وغيرها من أعمال البر وأقواله، وإن قلّ مقدارها، وأتم تمام الفضل، أن اكتفى من ذلك كلّه بركعتين في الضحى، على ما مرّ. وقد نبهنا على سرّ ذلك في باب: صلاة الضحى.

وقوله: (عدد تلك الستين والثلاثمائة السُّلامى)؛ كذا وقعت الرواية، وصوابه في العربية: ثلاثمائة السلامى؛ لأنه لا يجمع بين الألف واللام والإضافة إلا في الإضافة غير المحضة، بشرط دخول الألف واللام على المضاف والمضاف إليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>