للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٩٣١] وَعَن أَبِي سَعِيدٍ الخُدرِيَّ قَالَ: بَعَثَ عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - من اليَمَنِ بِذَهَبَةٍ فِي أَدِيمٍ مَقرُوظٍ، لَم تُحَصَّل مِن تُرَابِهَا قَالَ: فَقَسَمَهَا بَينَ أَربَعَةِ نَفَرٍ: بَينَ عُيَينَةَ بنِ بدر، وَالأَقرَعِ بنِ حَابِسٍ، وَزَيدِ الخَيلِ، وَالرَّابِعُ إِمَّا عَلقَمَةُ بنُ عُلاثَةَ، وَإِمَّا عَامِرُ بنُ الطُّفَيلِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِن أَصحَابِهِ: كُنَّا نَحنُ أَحَقَّ بِهَذَا مِن هَؤُلاءِ، قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: (أَلا تَأمَنُونِي؟ وَأَنَا أَمِينُ مَن فِي السَّمَاءِ يَأتِينِي خَبَرُ السَّمَاءِ مَسَاءً

ــ

ولا تستباح أموالهم. وكل هذا إذا خالفوا المسلمين، وشقّوا عصاهم، ونصبوا راية الحرب.

فأما من استتر ببدعته منهم، ولم ينصب راية الحرب، ولم يخرج عن الجماعة: فهل يُقتل بعد الاستتابة، أو لا يقتل؟ وإنما يجتهد في ردّ بدعته، وردّه عنها. اختُلف في ذلك، وسبب الخلاف في تكفير من هذه حاله: أن باب التكفير باب خطير، أقدم عليه كثير من الناس فسقطوا، وتوقف فيه الفحول فسلموا، ولا نعدل بالسلامة شيئًا.

والحرورية: الخوارج. سُمّوا بذلك؛ لأنهم خرجوا من حروراء، وهي حرّة معروفة بالعراق.

وقوله: (بَذَهَبة في أديم مقروظ)؛ الذهبة: تأنيث الذهب. وكأنه ذهب به إلى معنى القطعة، أو الجملة. والأديم: الجلد. والمقرظ: المدبوغ بالقَرَظ، وهو شجر يدبغ به.

وقوله: والرابع إما علقمة، وإما عامر، هذا شكّ، وهو وهَمٌ. وذكر عامر هنا خطأ، فإن عامرًا هلك قبل ذلك بسنين، ولم يدرك هذا الحين. والصواب: علقمة بن علاثة، كما جاء في الحديث الآخر من غير شك.

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: (أنا أمينُ من في السماء)؛ لا حجة فيه لمن يرى: أن الله مختص بجهة فوق؛ لما تقدم من استحالة الجسمية، وأيضًا: فيحتمل أن يراد بمن

<<  <  ج: ص:  >  >>