والثاني: أن يكون المعنى: جاءوا بعدكم. تقول العرب: بنو فلان مردفونا؛ أي: يجيئون بعدنا.
{مِن فَورِهِم}: وجهتهم وحينهم. و {مُسَوِّمِينَ} - بفتح الواو -: اسم مفعول؛ أي: معلمين، من السِّيما، وهي العلامة؛ أي: قد علّموا بعلامة. وبكسر الواو: اسم فاعل؛ أي: علّموا أذناب خيلهم بصوف أبيض، وقيل: أنفسهم بعمائم صفر.
وقوله:(اقدم حيزوم)؛ ضبط عن أبي بحر بضم الدال من:(أقدَم)، فيكون من القدوم، بمعنى التقدم، كقوله تعالى في فرعون:{يَقدُمُ قَومَهُ يَومَ القِيَامَةِ}؛ أي: يتقدمهم إلى النار. وقاله ابن دريد بقطع الألف، وكسر الدال، من الإقدام. وعند الجمهور:(حيزوم) بالميم، وهو اسم ملك. وفي رواية العذري:(حيزون) بالنون، والأول المعروف.
و(خطم أنفه)؛ أي: أثر فيه أثرًا كالخطام، وهو الزمام، إلا أنَّه أرق منه، والخطم والخرطوم: الأنف.
وقوله:(ذلك من مدد السماء الثالثة)؛ أي: من ملائكة السَّماء الثالثة التي أمدوا بهم. وهذا يدل على أنهم كانوا أمدوا بملائكة من كل سماء. ويدل هذا الخبر على أن الملائكة قاتلت يومئذ، وهو قول أكثر أهل العلم.