للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي رواية: الوليد بن عتبة.

رواه أحمد (١/ ٣٩٣)، والبخاري (٢٤٠)، ومسلم (١٧٩٤) (١٠٧ و ١٠٩).

[١٣١٣] وعن عَائِشَةَ: أَنَّهَا قَالَت لِرَسُولِ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَل أَتَى عَلَيكَ يَومٌ كَانَ أَشَدَّ مِن يَومِ أُحُدٍ؟ فَقَالَ: لَقَد لَقِيتُ مِن قَومِكِ، وَكَانَ أَشَدَّ مَا لَقِيتُ مِنهُم يَومَ العَقَبَةِ، إِذ عَرَضتُ نَفسِي عَلَى ابنِ عَبدِ يَالِيلَ بنِ عَبدِ كُلَالٍ، فَلَم يُجِبنِي إِلَى مَا أَرَدتُ، فَانطَلَقتُ وَأَنَا مَهمُومٌ عَلَى وَجهِي، فَلَم أَستَفِق إِلَّا بِقَرنِ الثَّعَالِبِ، فَرَفَعتُ رَأسِي فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَد أَظَلَّتنِي، فَنَظَرتُ

ــ

اتهمه النجاشي فنفخ في إحليله سحرًا، فهام على وجهه في البرّية فهلك (١). ويدل على ذلك أيضًا: أن عقبة بن أبي مُعَيطٍ لم يقتل ببدر، بل حمل منها أسيرًا حتى قتله النبي -صلى الله عليه وسلم- بعرق الظبية صبرًا.

و(القليب): البئر غير المطوية.

وإجابة الله تعالى لنبيه -صلى الله عليه وسلم- في مثل هذا الدعاء من أدلة نبوَّته، وصحتها.

و(سُحِبوا): جروا على وجوههم.

ويوم العقبة: هو اليوم الذي لقي فيه ابن عبد ياليل بن عبد كلال في آخرين فكذبوه، وسبُّوه، واستهزؤوا به، فرجع عنهم، فلقيه سفهاء قريش، فرموه بالحجارة حتى أدموا رجليه، وآذوه أذًى كثيرًا.

وقوله: (لم أستفق)؛ أي: لم أفق- مما كان غشيه من الهم- إلا بقرن الثعالب (٢)؛ أي: لم يشعر بطريقه إلا وهو في هذا الموضع، وهو قريب من قرن المنازل، الذي هو ميقات أهل العراق، وهو على يوم من مكة.

و(الأخشبان): جبلًا مكة. و (أطبق)؛ أي: أجعلهما عليهم كالطبق.

وإذا تأملت هذا الحديث انكشف لك من حاله - صلى الله عليه وسلم - معنى قوله: {وَمَا أَرسَلنَاكَ إِلا رَحمَةً لِلعَالَمِينَ}


(١) انظر: البداية والنهاية لابن كثير (٣/ ٧٠ و ٧٦).
(٢) ما بين حاصرتين ساقط من (ج).

<<  <  ج: ص:  >  >>