للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَرَأَيتُ فِي رُؤيَايَ هَذِهِ أَنِّي هَزَزتُ سَيفًا فَانقَطَعَ صَدرُهُ، فَإِذَا هُوَ مَا أُصِيبَ مِن المُؤمِنِينَ يَومَ أُحُدٍ،

ــ

منها وحيًا للأنبياء، كما وقع لإبراهيم عليه الصلاة والسلام في قوله لابنه: {إِنِّي أَرَى فِي المَنَامِ أَنِّي أَذبَحُكَ} فإنَّ ذلك لا يكون إلا عن يقين يحصل لهم قطعًا، خلافًا لمن قال من أهل البدع: إن ذلك كان منه ظنًّا وحسبانًا. وهو قول باطل، لأنَّه لم يكن ليقدم على معصوم الدم - قطعًا - محبوب شرعًا وطبعًا بمنام لا أصل له ولا تحقيق فيه.

و(قوله: ورأيت في رؤياي هذه: أني هززت سيفًا فانقطع صدره)، هذا نصٌّ في أن رؤيته لدار هجرته، ولهذه الحالة الدالة على قضية يوم أحد كانت منامًا واحدًا، وقد تأوَّل ـ صلى الله عليه وسلم ـ السيف هنا بالقوم الذين كانوا معه، الناصرين له أخذًا من معنى السيف لأنه به ينتصر (١)، ويعتضد في اللقاء، كما يعتضد بالأنصار والأولياء. وقد يُتأوَّل على وجوه متعددة في غير هذا الموضع، فقد يدلّ على الولد، والوالد، والعم، والعصبة، والزوجة، والسلطان، والحجَّة القاطعة، وذلك بحسب ما يظهر من أحوال الرائي والمرئي، ووقت الرؤيا. وإنما تأوَّل انقطاع صدر السيف [بقتل من قتل يوم أحد، لأنَّهم كانوا معظم صدر عسكره، إذ كان فيهم: عمه حمزة، وغيره من أشراف المهاجرين والأنصار، فاقتبس صدر القوم من صدر السيف] (٢) والقطع الذي رئي فيه قطع أعمار المقتولين. وهزِّه للسيف: هو حمله إياهم على الجهاد، وحثهم عليه. والرواية الصحيحة الفصيحة هي: هززته بزايين، وتاء مثناة من فوق. وقد قاله بعض الرواة بزاي واحدة مشدَّدة، وتاء مخففة، فيقول: هزَّتُه، وقيل: هي لغة بكر بن وائل.


(١) في (ز) و (م ٣): يستنصر.
(٢) ما بين حاصرتين سقط من (ع).

<<  <  ج: ص:  >  >>