للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَصحَابه، قَالَ: لَو سَأَلتَنِي هَذِهِ القِطعَةَ مَا أَعطَيتُكَهَا وَلَن أَتَعَدَّى أَمرَ اللَّهِ فِيكَ، وَلَئِن أَدبَرتَ لَيَعقِرَنَّكَ اللَّهُ، وَإِنِّي لَأُرَاكَ الَّذِي أُرِيتُ فِيكَ مَا أُرِيتُ،

ــ

فاحتزَّ رأسه، وهزم اللهُ جيشَه، وأهلكهم، وفتح اللهُ اليمامة، فدخلها خالد ـ رضي الله عنه ـ واستولى على جميع ما حوته من النساء، والولدان، والأموال، وأظهر الله الدين، وجعل العاقبة للمتقين، فالحمد لله الذي صدقنا وعده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، فلا شيءَ بعده، وإنما جاء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى مسيلمة ليبلغه الدعوة، وليسمع قولَه بالمشافهة.

و(قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ولن أتعدَّى أمر الله فيك) كذا في جميع نسخ كتاب مسلم، وفي البخاري (١): ولن تعدوَ أمر الله فيك، وكلاهما صحيح. ومعنى الأول: أن الله تعالى أمر نبيَّه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يغلِّظ القولَ لمسيلمة، وأن يُصرِّح بتكذيبه، وأن يخبره بأنه لا يبلغ أمله فيما (٢) يريده من التشريك في الرسالة، ولا في الأرض، فلم يتعدَّ النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذلك، إذ قد فعل كل ذلك. ويحتمل أنه يريدُ بالأمر: ما كتب الله [عليه من الشِّقوة، وما وسمه عليه (٣) من الكذب والتكذيب، والأفعال القبيحة، أي: لا أقدر أن أردَّ ما (٤) كتب الله] (٥) عليك من ذلك، غير أن هذا المعنى أظهر من لفظ البخاري منه من لفظ كتاب مسلم.

و(قوله: ولئن أدبرتَ ليعقرنك الله) أي: لَيُهلِكَنَّك الله بالعقر - وهو القتل - إن لم تتَّبعني. وكذلك كان كما ذكرناه. فكان هذا من دلائل نبوة محمد نبيِّنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصحة رسالته.


(١) رواه البخاري (٧٤٦١).
(٢) في (ع) و (ج ٢): مما.
(٣) في (ج ٢): به.
(٤) في (م ٢) و (ج ٢): شيئًا.
(٥) ما بين حاصرتين سقط من (ع).

<<  <  ج: ص:  >  >>