و(قوله: ستهبُّ عليكم ريحٌ شديدةٌ) من المعجزات الغيبية، وهي من الكثرة بحيث لا تحصى، يحصل بمجموعها العلم القطعي بأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يعلم كثيرًا من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، أو من ارتضاه من الرسل فأطلعه الله عليه، والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد أطلعه الله عليه، فهو رسول من أفضل الرسل.
و(قوله: فلا يقم فيها أحدٌ، ومن كان له بعير فليشد عقاله) دليل على الأخذ بالحزم، والحذر في النفوس، والأموال، ومن أهمل شيئًا من الأسباب المعتادة، زاعمًا أنه متوكل، فقد غلط، فإنَّ التوكل لا يناقض التحرز، بل حقيقته لا تتم إلا لمن جمع بين الاجتهاد في العمل على سنة الله، وبين التفويض إلى الله تعالى، كما فعل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
وابن العَلماء: هو بفتح العين المهملة وسكون اللام، والمد، وهو تأنيث الأعلم، وهو المشقوق الشفة العليا، والأفلح: هو المشقوق الشفة السفلى.
وصاحب أيلة، يعني به: ملكها. وأيلة: بلد معروف بالشام، وإليه تنسب عقبة أيلة.
و(قوله: وأهدى له بغلة بيضاء) هذه البغلة قبلها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبقيت عنده زمانًا طويلًا، ولم تكن له بغلة غيرها، وكانت تسمَّى: الدُّلدُل، وفيه دليل على قبول هدية الكتابي، وقد تقدَّم القول فيه، وفي قوله: هذا جبل يحبنا ونحبه، وفي طابة.
و(قوله: فكتب له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ببحرهم، وأهدى له بردًا) البحر هنا، يراد