للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي رواية: أول من يفيق من غير شك - فَإِذَا مُوسَى آخِذٌ بِالعَرشِ، فَلَا أَدرِي أَحُوسِبَ بِصَعقَتِهِ يَومَ الطُّورِ أَو بُعِثَ قَبلِي، وَلَا أَقُولُ: إِنَّ أَحَدًا أَفضَلُ مِن يُونُسَ بنِ مَتَّى عَلَيهِ السَّلَام.

ــ

ويبعث) (١) يعني به: يحيا بعد موته، وهو الذي عبر عنه في الرواية الأخرى بـ أفيق) وإن كان المعروف: أن الإفاقة إنما هي من الغشية، والبعث من الموت، لكنهما لتقارب معناهما أطلق أحدهما مكان الآخر، ويحتمل أن يراد بالبعث الإفاقة على ما يأتي بعد هذا إن شاء الله تعالى.

و(قوله: فإذا موسى متعلِّق بساق بالعرش (٢)) هذا من موسى تعلق فزع لهول المطلع، وكأنه متحرِّم بذلك (٣) المحل الشريف، ومتمسك بالفضل المنيف.

و(قوله: فلا أدري أحوسب بصعقة الطور، أو بعث قبلي) هذا مشكل بالمعلوم من الأحاديث الدَّالة على أن موسى ـ عليه السلام ـ، قد توفي وأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد رآه في قبره، وبأن المعلوم المتواتر: أنه توفي بعد أن ظهر دينه، وكثرت أمَّته، ودفن بالأرض، ووجه الإشكال: أن نفخة الصَّعق إنما يموت بها من كان حيًّا في هذه الدار، فأمَّا من مات فيستحيل أن يموت مرة أخرى، لأنَّ الحاصل لا يستحصل، ولا يبتغى، وإنما ينفخ في الموتى نفخة البعث، وموسى قد مات، فلا يصحُّ أن يموت مرَّة أخرى، ولا يصحُّ أن يكون مستثنى ممن صُعق، لأنَّ المستثنيين أحياء لم يموتوا، ولا يموتون، فلا يصحُّ استثناؤهم من الموتى، وقد


(١) سبق تخريجه برقم (٢٨٩٨).
(٢) كذا في أصول المفهم، ولم نجد لفظ: "متعلق بساق العرش" في أي من الكتب الصحاح الستة، وإنما ورد "أخذ بالعرش" و"باطش بجانب العرش"، "متعلق بالعرش".
(٣) في (ع): الحرم.

<<  <  ج: ص:  >  >>