للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَمَا تَرضَى أَن تَكُونَ مِنِّي بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَى، إِلَّا أَنَّهُ لَا نُبُوَّةَ بَعدِي، وَسَمِعتُهُ يَقُولُ يَومَ خَيبَرَ: لَأُعطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، قَالَ: فَتَطَاوَلنَا لَهَا فَقَالَ: ادعُوا لِي عَلِيًّا، فَأُتِيَ بِهِ أَرمَدَ، فَبَصَقَ فِي عَينِيهِ، وَدَفَعَ الرَّايَةَ إِلَيهِ، فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيهِ، وَلَمَّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ: {فَقُل تَعَالَوا نَدعُ أَبنَاءَنَا وَأَبنَاءَكُم} دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَينًا فَقَالَ: اللَّهُمَّ! هَؤُلَاءِ أَهلِي.

رواه أحمد (١/ ١٨٢)، والبخاريُّ (٤٤١٦)، ومسلم (٢٤٠٤) (٣٢).

[٢٣١٦] وعن سَهلُ بنُ سَعدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَومَ خَيبَرَ: لَأُعطِيَنَّ هَذِهِ الرَّايَةَ رَجُلًا يَفتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيهِ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللَّهُ

ــ

و(قوله: غير أنه لا نبي بعدي) إنما قاله النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تحذيرًا مما وقعت فيه طائفة من غلاة الرَّافضة، فإنَّهم قالوا: إن عليًّا نبي يوحى إليه. وقد تناهى بعضهم في الغلو إلى أن صار في علي إلى ما صارت إليه النصارى في المسيح، فقالوا: إنه الإله. وقد حرَّق علي ـ رضي الله عنه ـ من قال ذلك، فافتتن بذلك جماعة منهم، وزادهم ضلالًا، وقالوا: الآن تحققنا: أنه الله، لأنَّه لا يعذب بالنار إلا الله. وهذه كلها أقوال عوام، جهَّال، سخفاء العقول، لا يُبالي أحدهم بما يقول، فلا ينفع معهم البرهان، لكن السَّيف والسَّنان.

و(قوله: لأعطين الرَّاية رجلًا يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله) الكلام إلى آخره فيه دليلان على صحة نبوة نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهي: إخباره عن فتح خيبر، ووقوعه على نحو ما أخبر. وبرء رمد عين علي ـ رضي الله عنه ـ على (١)


(١) ليست في (م ٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>