للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَرَسُولُهُ قَالَ: فَبَاتَ النَّاسُ يَدُوكُونَ لَيلَتَهُم أَيُّهُم يُعطَاهَا، فَلَمَّا أَصبَحَ النَّاسُ غَدَوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ كُلُّهُم يَرجُونَ أَن يُعطَاهَا، فَقَالَ: أَينَ عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ؟ فَقَالُوا: هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ يَشتَكِي عَينَيهِ، قَالَ: فَأَرسِلُوا إِلَيهِ فَأُتِيَ بِهِ، فَبَصَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فِي عَينَيهِ، وَدَعَا لَهُ، فَبَرَأَ حَتَّى كَأَن لَم يَكُن بِهِ وَجَعٌ، فَأَعطَاهُ الرَّايَةَ، فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أُقَاتِلُهُم حَتَّى يَكُونُوا مِثلَنَا؟ ! قَالَ: انفُذ عَلَى رِسلِكَ حَتَّى تَنزِلَ بِسَاحَتِهِم،

ــ

فور دعاء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ. وفي غير كتاب مسلم: أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ مسح على عيني علي ـ رضي الله عنه ـ ورقاه.

وفيه من الفقه: جواز بالحق إذا لم تخش على الممدوح فتنة. وقد تقدَّم القول في محبة الله.

وفيه ما يدل: على أن الأولى بدفع الراية إليه من اجتمع له الرئاسة، والشجاعة، وكمال العقل.

و(قوله: فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يُعطاها) أي: يتفاوضون بحيث اختلطت أقوالهم (١) فيمن يعطاها. يقال: بات القوم يدوكون دوكًا، أي: في اختلاط ودوران، ووقعوا في دوكة - بفتح الدَّال وضمها - وإنما فعلوا ذلك حرصًا على نيل هذه الرتبة الشريفة، والمنزلة الرَّفيعة، التي لا شيء أشرف منها.

و(قول علي ـ رضي الله عنه ـ: أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ معناه: حتى يدخلوا في ديننا فيصيروا مثلنا فيه.

و(قوله: انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم) أي: امض لوجهك مُترفقًا متثبِّتًا. وقد جاء مفسَّرًا في رواية أخرى قال فيه: امش ولا تلتفت وقد تقدَّم القول في رَسلك. والسَّاحة: الناحية.


(١) في (م ٣) و (ز): أحوالهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>