للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثُمَّ ادعُهُم إِلَى الإِسلَامِ، وَأَخبِرهُم بِمَا يَجِبُ عَلَيهِم مِن حَقِّ اللَّهِ فِيهِ، فَوَاللَّهِ لَأَن يَهدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيرٌ لَكَ مِن أَن يَكُونَ لَكَ حُمرُ النَّعَمِ.

رواه أحمد (٥/ ٣٣٣)، والبخاري (٣٠٠٩)، ومسلم (٢٤٠٦)، وأبو داود (٣٦٦١).

ــ

و(قوله: ثمَّ ادعهم إلى الإسلام، وأعلمهم (١) بما يجب عليهم من حق الله فيه) هذه الدَّعوة قبل القتال، التي تقدَّم القول فيها في الجهاد، وقد فسَّرها في الرواية الأخرى في الأم قال: فصرخ علي: يا رسول الله! على ماذا أقاتل الناس؟ قال: قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمَّدًا رسول الله، فإذا فعلوا فقد منعوا منا دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله فهذا هو حق الله المذكور في الرواية المتقدِّمة.

و(قوله: فوالله لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خيرٌ لك من حمر النَّعم) حض عظيم على تعليم العلم وبثه في الناس، وعلى الوعظ والتذكير بالدار الآخرة والخير، وهذا كما قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الحديث الآخر: إن الله وملائكته يصلون على معلمي الناس الخير (٢).

والهداية: الدَّلالة والإرشاد. والنَّعم: هي الإبل، وحمرها هي خيارها حسنًا وقوة ونفاسة، لأنَّها أفضل عند العرب، ويعني به - والله أعلم - أن ثواب تعليم رجل واحد، وإرشاده للخير أعظم من ثواب هذه الإبل النفيسة لو كانت لك فتصدقت بها، لأنَّ ثواب تلك الصدقة ينقطع بموتها، وثواب العلم والهدى لا ينقطع إلى يوم القيامة، كما قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة فذكر منها: علم ينتفع به (٣). وفي نوم علي ـ رضي الله


(١) في صحيح مسلم والتلخيص: وأخبرهم.
(٢) قال الهيثمي في مجمع الزوائد (١/ ١٢٤): رواه الطبراني في الكبير، وفيه القاسم أبو عبد الرحمن، وثقه البخاري، وضعفه أحمد.
(٣) رواه أحمد (٢/ ٣٧٢)، ومسلم (١٦٣١)، والترمذي (١٣٧٦)، والنسائي (٦/ ٢٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>