للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[١٣٩] وَعَن عَبدِ اللهِ بنِ مَسعُودٍ؛ وَأَبِي هُرَيرَةَ؛ فِي تَفسير: وَلَقَد رَآهُ نَزلَةً أُخرَى: أنَّهُ جِبرِيلُ.

رواه مسلم (١٧٣) عن ابن مسعود، و (١٧٥) عن أبي هريرة.

[١٤٠] وَعَنِ ابنِ عَبَّاسٍ: مَا كَذَبَ الفُؤَادُ مَا رَأَى، وَلَقَد رَآهُ نَزلَةً أُخرَى قَالَ: رَآهُ بِفُؤَادِهِ مَرَّتَينِ.

رواه مسلم (١٧٦)، والترمذي (٣٢٧٥) و (٣٢٧٦) و (٣٢٧٧).

[١٤١] وَعَن أَبِي ذَرٍّ؛ قَالَ: سَأَلتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: هَل رَأَيتَ رَبَّكَ؟ قَالَ: نُورٌ أَنَّى أَرَاهُ. وَفِي رِوَايَةٍ: رَأَيتُ نُورًا.

رواه مسلم (١٧٨)، والترمذي (٣٢٧٨).

ــ

و(قوله - عليه الصلاة والسلام -: نور أَنَّى أراه) هكذا رويناه وقيدناه برفع نور وتنوينه، وفتح أَنَّى التي بمعنى كيف الاستفهامية، ورواية من زعم أنه رواه: نورٌ إني ليست بصحيحة النقل ولا موافقة للعقل، ولعلها تصحيف. وقد أزال هذا الوهم الرواية الأخرى، حيث قال: رأيت نورًا، ورفع نور على فعل مضمر تقديره: غلبني نورٌ، أو حجبني نورٌ.

وأَنَّى أراه استفهام على جهة الاستبعاد؛ لغلبة النور على بصره كما هي عادة الأنوار الساطعة كنور الشمس، فإنه يُعشي البصر، ويحيره (١) إذا حدّق نحوه، ولا يعارض هذا: رأيتُ نورًا، فإنه عند وقوع بصره على النور رآه، ثم غلب عليه بعد، فضعُف عنه بصره. ولا يصح أن يُعتقد أن الله نور كما اعتقده هشام الجواليقي وطائفة المجسّمة ممن قال: هو نور لا كالأنوار؛ لأن النور لون قائم بالهواء، وذلك على الله تعالى محال عقلاً ونقلا.


(١) "حار بصره": عَشِي ولم يستطع متابعة النظر.

<<  <  ج: ص:  >  >>