للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رَبَّنَا صَاحِبنَا وَأَفضِل عَلَينَا، عَائِذًا بِاللَّهِ مِن النَّارِ.

رواه مسلم (٢٧١٨)، وأبو داود (٥٠٨٦).

[٢٦٤٧] وعن أَبِي مُوسَى الأَشعَرِيِّ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَدعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ: اللَّهُمَّ اغفِر لِي خَطِيئَتِي وَجَهلِي وَإِسرَافِي فِي أَمرِي، وَمَا أَنتَ أَعلَمُ بِهِ مِنِّي، اللَّهُمَّ اغفِر لِي جِدِّي وَهَزلِي وَخَطَئِي وَعَمدِي، وَكُلُّ ذَلِكَ عِندِي، اللَّهُمَّ اغفِر لِي مَا قَدَّمتُ وَمَا أَخَّرتُ وَمَا

ــ

قولي. وقيده الخطابي: سمِع سامع: بفتح السين وكسر الميم، وتخفيفها، وهكذا أذكر أني قرأته؛ أي: استمع سامع، وشاهد شاهد بحمدنا ربنا على نعمه.

قلت: وعلى هذين التقييدين والتفسيرين، فهو خبر بمعنى الأمر، أي: ليسمع سامع وليبلغ، وهذا نحو قوله: تصدق رجل بديناره، ودرهمه (١) أي: ليتصدق. وجمع عليه ثيابه. أي: ليجمع، وقد تقدَّم القول في نحو هذا. وحسن بلائه؛ بمعنى: ابتلائه، وقد تقدَّم أن أصل الابتلاء: الاختبار، وقد يكون نعمة، وقد يكون نقمة.

و(قوله: رجنا صاحبنا) أي: بحفظك، وكفايتك، وهدايتك.

و(قوله: عائذا بالله من النار)، هو منصوب على الحال؛ أي: أقول ذلك في هذه الحال.

و(قوله: اللهم اغفر لي جدي وهزلي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي) قد تقدَّم القول في الأنبياء من الذنوب، وفي معنى ذنوبهم غير مرة، ونزيد هنا نكتتين:

إحداهما: أنا وإن قلنا: إن الذنوب تقع منهم، غير أنهم يتوقعون وقوعها،


(١) رواه مسلم (١٠١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>