للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مَا شَاءَ أَن يَدعُوَهُ، ثُمَّ يَقُولُ اللهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى -: هَل عَسَيتَ إِن فَعَلتُ ذَلِكَ بِكَ أَن تَسأَلَ غَيرَهُ؟ فَيَقُولُ: لا أَسأَلُكَ غَيرَهُ، وَيُعطِي رَبَّهُ مِن عُهُودٍ وَمَوَاثِيقَ مَا شَاءَ الله، فَيَصرِفُ اللهُ وَجهَهُ عَنِ النَّارِ، فَإِذَا أَقبَلَ عَلَى الجَنَّةِ وَرَآهَا سَكَتَ مَا شَاءَ اللهُ أَن يَسكُتَ، ثُمَّ يَقُولُ: أَي رَبِّ! قَدِّمنِي إِلَى بَابِ الجَنَّةِ، فَيَقُولُ اللهُ لَهُ: أَلَيسَ قَد أَعطَيتَ عُهُودَكَ وَمَوَاثِيقَكَ لا تَسأَلُنِي غَيرَ الَّذِي أَعطَيتُكَ؟ وَيلَكَ يَا ابنَ آدَمَ! مَا أَغدَرَكَ! فَيَقُولُ: أَي رَبِّ! يَدعُو اللهَ تعالى حَتَّى يَقُولَ لَهُ: فَهَل عَسَيتَ إِن أَعطَيتُكَ ذَلِكَ أَن تَسأَلَ غَيرَهُ؟ فَيَقُولُ: لا وَعِزَّتِكَ! فَيُعطِي رَبَّهُ مَا شَاءَ الله مِن عُهُودٍ وَمَوَاثِيقَ، فَيُقَدِّمُهُ إِلَى بَابِ الجَنَّةِ، فَإِذَا قَامَ عَلَى بَابِ الجَنَّةِ، انفَهَقَت لَهُ الجَنَّةُ، فَرَأَى مَا فِيهَا مِنَ الخَيرِ وَالسُّرُورِ، فَيَسكُتُ مَا شَاءَ اللهُ أَن يَسكُتَ، ثُمَّ يَقُولُ: أَي رَبِّ! أَدخِلنِي الجَنَّةَ، فَيَقُولُ اللهُ لَهُ: أَلَيسَ قَد أَعطَيتَ عُهُودَكَ وَمَوَاثِيقَكَ أَلا تَسأَلَ

ــ

وقال الجوهري: قشبني يقشبني؛ أي: أذابني، كأنه قال: سمّني ريحه. قال: والقشيب السمُّ، والجمع أقشاب عن أبي عمرو. وذكاء النار شدة حرِّها بفتح الذال مقصور، وهو المشهور. وقد حكى أبو حنيفة اللغوي فيه المد، وخطأه علي بن حمزة، وقد روي هنا بالوجهين مقصورًا وممدودا.

و(قوله: انفهقت له الجنة) أي: اتسعت وانفتحت، والمتفيهِق: المتوسع في كلامه المتكلِّف فيه.

و(قوله: فيرى ما فيها من الخير كذا مشهور الرواية فيه (١)، وقد روي الحَبر بالحاء المهملة مفتوحة والباء بواحدة، وهي إفراط التنعم، ومنه: فَهُم فِي رَوضَةٍ يُحبَرُونَ؛ أي: يُنعمون ويسرّون. والحِبر بكسر الحاء الذي يكتب به والعالم والجمال، ومنه: ذهب حِبره وسِبره؛ أي: جماله وبهاؤه. ويقال في العالم بفتح الحاء.


(١) من (ل) و (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>