[٢٨١٤] وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تقاتلون بين يدي الساعة قوما نعالهم الشعر، كأن وجوههم المجان المطرقة، حمر الوجوه صغار الأعين.
وفي رواية: لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر، ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما صغار الأعين ذلف الآنف.
ــ
ويتصرف فيهم كما يتصرف الراعي في الماشية، ولعل هذا الرجل القحطاني، هو الذي يقال له الجهجاه، وأصل الجهجهة: الصياح بالسبع ليكف، يقال: جهجهت بالسبع؛ أي: زجرته بالصياح، ويقال: تجهجه عني، أي: انته.
و(قوله: يقاتلون بين يدي الساعة قوما نعالهم الشعر، كأن وجوههم المجان المطرقة) المجان بفتح الميم: جمع مجن - بكسر الميم - وهو الترس. والمطرقة: التي ألبست العقب طاقة فوق أخرى، ومنه طارقت النعل: إذا أطبقت طاقة فوق أخرى، ووجه التشبيه: أن وجوههم غالبًا عراض الأعالي محددة الأذقان صلبة.
و(قوله: نعالهم الشعر، وفي رواية: ينتعلون الشعر) أي: يصنعون من الشعر حبالا، ويصنعون منه نعالا، كما يصنعون منه ثيابا. ويشهد لهذا قوله في رواية أخرى: يلبسون الشعر، ويمشون في الشعر. هذا ظاهره، ويحتمل أن يريد بذلك أن شعورهم كثيفة طويلة، فهي إذا سدلوها كاللباس، وذوائبها لوصولها إلى أرجلهم كالنعال.
و(قوله: ذلف الأنوف) ويروى: الآنف، فالأول جمع الكثرة كفلس وفلوس، والثاني جمع قلة كأفلس، ويجمع أيضًا آنافا، وأنف كل شيء أوله، والذلف في الإنسان بالذال المعجمة: صغر الأنف واستواء الأرنبة وقصرها. وقيل: تطامن الأرنبة، والأول أعرف وأشهر، تقول: رجل أذلف بين الذلف، وقد ذلف. والمرأة ذلفاء من نساء ذلف، ولا شك في أن هذه الأوصاف هي أوصاف الترك