للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَعَاثَ يَمِينًا وَعَاثَ شِمَالًا، يَا عِبَادَ اللَّهِ فَاثبُتُوا، قُلنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا لَبثُهُ فِي الأَرضِ؟ قَالَ: أَربَعُونَ يَومًا، يَومٌ كَسَنَةٍ وَيَومٌ كَشَهرٍ وَيَومٌ كَجُمُعَةٍ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُم، قُلنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَذَلِكَ

ــ

أبي هريرة وعائشة - رضي الله عنهما - وهذا حديث حسن غريب، ووجه الجمع بين هذا وبين الذي قبله: أن مبتدأ خروج الدجال من خراسان، ثم يخرج إلى الحجاز فيما بين العراق والشام، والله تعالى أعلم.

و(قوله: عاث يمينا وعاث شمالا) رويناه بالعين المهملة والثاء المثلثة مفتوحة غير منونة على أنه فعل ماض، وبكسرها وتنوينها على أنه اسم فاعل. وهو بمعنى الفساد. يقال: عثا في الأرض يعثو: أفسد، وكذلك عَثِي - بالكسر- يعثي. قال الله تعالى: {وَلا تَعثَوا فِي الأَرضِ مُفسِدِينَ}

و(قوله: يا عباد الله اثبتوا) هذا من قول النبي صلى الله عليه وسلم يأمر من لقي الدجال أن يثبت ويصبر؛ فإنَّ لبثه في الأرض قليل على ما يأتي، وأما من سمع به ولم يلقه فليبعد عنه، وليفر بنفسه، كما خرجه أبو داود من حديث عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سمع بالدجال فلينأ عنه، فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات، أو: لما يبعث به من الشبهات (١).

و(قوله: يا رسول الله، وما لبثه في الأرض؟ قال: أربعون يوما، يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم) ظاهر هذا: أن الله تعالى يخرق العادة في تلك الأيام، فيبطئ بالشمس عن حركتها المعتادة في أول يوم من تلك الأيام، حتى يكون أول يوم كمقدار سنة معتادة، ويبطئ بالشمس حتى يكون كمقدار شهر، والثالث حتى يكون كمقدار جمعة، وهذا ممكن، لا سيما وذلك


(١) رواه أبو داود (٤٣١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>