للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ! أَدخِلِ الجَنَّةَ مِن أُمَّتِكَ، مَن لا حِسَابَ عَلَيهِ، مِنَ البَابِ الأَيمَنِ مِن أَبوَابِ الجَنَّةِ، وَهُم شُرَكَاءُ النَّاسِ بسائر الأَبوَابِ. وَالَّذِي نَفسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ! إِنَّ مَا بَينَ المِصرَاعَينِ مِن مَصَارِيعِ الجَنَّةِ لَكَمَا بَينَ مَكَّةَ وَهَجَرٍ. أو كَمَا بَينَ مَكَّةَ وَبُصرَى.

ــ

و(قوله: أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه) يعني به - والله أعلم -: السبعين ألفًا الذين لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون. ومن الباب الأيمن هو الذي عن يمين القاصد إلى الجنة بعد جواز الصراط - والله أعلم - وكأنه أفضل الأبواب.

و(قوله: هم شركاء الناس بسائر (١) الأبواب) يحتمل أن يعود هذا الضمير إلى الذين لا حساب عليهم، وهو الظاهر ويكون معناه أنهم لا يلجؤون إلى الدخول من الباب الأيمن، بل من أي باب شاؤوا، كما جاء (٢) في حديث أبي بكر، حيث قال: فهل على من يدعى من تلك الأبواب من ضرورة؟ فقال - عليه الصلاة والسلام -: لا، وأرجو أن تكون منهم (٣). وكما قال - عليه الصلاة والسلام - فيمن أسبغ الوضوء وهلّل بعده: أدخله الله من أي أبواب الجنّة الثمانية شاء (٤). ويحتمل أن يعود على الأمة، وفيه بعد. والمصرَعان ما بين عضادتي البابين، والباب: المغلقُ.

و(قوله: لكما بين مكة وهجر، أو كما بين مكة وبصرى) يحتمل أن


(١) في (ل) و (م): في سائر.
(٢) في (ل): قال.
(٣) رواه البخاري (١٨٩٧)، ومسلم (١٠٢٧)، والنسائي (٦/ ٤٨) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(٤) رواه مسلم (٢٣٤)، والترمذي (٥٥)، وابن ماجه (٤٧٠)، والنسائي في اليوم والليلة (٨٤) من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>