للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللهُ عَلَيهِ بِهَا عَشرًا، واسألوا اللهَ لِي الوَسِيلَةَ فَإِنَّهَا مَنزِلَةٌ فِي الجَنَّةِ لا تَنبَغِي إِلا لِعَبدٍ مِن عِبَادِ اللهِ وَأَرجُو أَن أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَن سَأَلَ لِي الوَسِيلَةَ حَلَّت عَلَيهُ الشَّفَاعَةُ.

رواه مسلم (٣٨٤)، وأبو داود (٥٢٣)، والترمذي (٣٦١٩)، والنسائي (٢/ ٢٥).

ــ

بعمرَ (١)؛ أي: فأقبلوا على ذكر عمر، وقد تقدم ذكر الفلاح. وقيل: قياس المطرز الحيصلة على الحيعلة غير صحيح، بل الحيعلة تطلق على حي على الفلاح وعلى حي على الصلاة؛ وإنما هي من قوله حي على كذا فقط، ولو كان على قياسه في الحيعلة لكان الذي يقال في حي على الفلاح الحيفلة، وهذا لم يقل، والباب مسموع.

وقوله واسألوا الله لي الوسيلة قد فسرها في هذا الحديث بأنها منزلة في الجنة، قال أهل اللغة: الوسيلة المنزلة، وهي مشتقة من توسّل الرجل إذا تقرّب.

وقوله وأرجو أن أكون أنا هو، قال هذا - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يُبان (٢) له أنه صاحبها، إذ قد أخبر أنه يقوم مقامًا لا يقومه أحد غيره ويحمد الله بمحامد لم يُلهمها أحد غيره، ولكن مع ذلك فلا بد من الدعاء فيها؛ فإن الله تعالى يزيده بكثرة دعاء أمته رفعة كما زاده بصلاتهم، ثم إنه يرجع ذلك عليهم بنيل الأجور ووجوب شفاعته صلى الله عليه وسلم.

وقوله حلَّت وجبت، يقال حَلَّ يَحِلُّ وجب، وحَلَّ يُحِلّ نزل، وكأنها لازمة ولم تنفصل عنه، ولذلك عدّاه بـ عَلَى.


(١) اللسان مادة (حيا).
(٢) في (م): يبين.

<<  <  ج: ص:  >  >>