غير: مبتدأ. لاه: مضاف إليه. عداك: عدى: فاعل «لاه» سدّ مسدّ خبر المبتدأ، لأن المضاف والمضاف إليه كالشيء الواحد.
والشاهد: غير لاه عداك: حيث استغنى بفاعل «لاه» عن خبر المبتدأ وهو «غير» لأن المبتدأ المضاف لاسم الفاعل دال على النفي. فكأنه «ما» في قولك «ما قائم محمد» فالوصف مخصوص لفظا بإضافة المبتدأ إليه وهو في قوة المرفوع بالابتداء.
والإشكال هنا: أن النفي الذي سبق اسم الفاعل ليسوغ عمله، مركب مع اسم الفاعل تركيبا إضافيا لأنه اسم، فهو واسم الفاعل يكونان كلمة واحدة ... فلم يقع اسم الفاعل مبتدأ.
وانظر أيضا في حرف النون «غير مأسوف ... والحزن». [شرح أبيات مغنى البيب/ ٨/ ٤٤، والأشموني/ ١/ ١٩١].
قاله حميد بن ثور الهلالي من قطعة يصف فيها الذئب. ولكن القصيدة عينية وصحة الرواية «يقظان هاجع» وإنما ذكرته في حرف الميم لأنه روي كذلك في كتب النحو.
والشاهد: فهو يقظان هاجع» حيث أخبر عن مبتدأ واحد وهو قوله «هو» بخبرين، وهما:«يقظان هاجع». من غير عطف الثاني منهما على الأول. والشواهد على هذا كثيرة ومنها في القرآن «كلا إنها لظى نزاعة للشوى»[المعارج: ١٥]. [الأشموني/ ١/ ٢٢٢، وديوان الشاعر، بقافية العين].
[٩٨ - فكيف إذا مررت بدار قوم ... وجيران لنا كانوا كرام]
من قصيدة للفرزدق يمدح فيها هشام بن عبد الملك.
كيف: اسم استفهام أشرب معنى التعجب في محل نصب حال من فاعل هو ضمير مستتر في فعل محذوف وتقدير الكلام. كيف أكون .. بدار: مجرور وقوم مضاف إليه وجيران: معطوفة - لنا: الجار والمجرور متعلقان بصفة لجيران. وكرام: صفة مجرورة لجيران. كانوا: زائدة لتوكيد المضي.
والشاهد: كانوا: حيث زيدت بين الصفة «كرام» والموصوف «جيران» وأنكر ابن هشام