لا يعرف قائله، والقطن: هو الذي نعرفه، ومستحصد الأوتار: من إضافة الصفة للموصوف، أي: الأوتار المستحصدة، ونقول: هذا حبل أحصد، كأحمر وحصد كفرح ومحصد ومستحصد، بكسر الصاد إذا كان قد أحكم فتله وصنعته، وهذا اللفظ يقال في كلّ ما أحكمت صناعته من الحبال والأوتار والدروع، وقالوا: هذا رجل محصد
الرأي، أي: سديد الرأي، على التشبيه، وقالوا: هذا رأي مستحصد، أي: محكم وثيق، وهو في هذا بفتح الصاد.
ومحلوج: اسم مفعول، من قولهم، حلج القطن، إذا ندفه، وقطن حليج ومحلوج، أي: مندوف، أي: قد استخرج منه الحب. والشاهد: قوله «محلوج» فإن الرواية بالجرّ، مع أنه نعت لقوله «قطنا» المنصوب، على أنه مفعول لقوله: ضربت، وذلك لأن هذه الكسرة ليست الحركة التي اقتضاها العامل، وإنما هي كسرة المجاورة، فهو منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل، بحركة المجاورة.
[الإنصاف/ ٦٠٥].
٢٥ - رأى الناس - إلا من رأى مثل رأيه - ... خوارج ترّاكين قصد المخارج
البيت في «الهمع» ج ١/ ١٥٠، وأنشده السيوطي شاهدا على أنّ «رأى» بمعنى اعتقد، تنصب مفعولين، والناس: مفعوله الأول، وخوارج: مفعوله الثاني.
٢٦ - يا عديّا لقلبك المهتاج ... أن عفا رسم منزل بالنّباج
البيت لأبي دواد الإيادي، والشاهد «يا عديّا» أنشدوه شاهدا على أن المنادى المفرد إذا نوّن لضرورة الشعر، فسبيله النصب، لأنه في موضع نصب، وإنما بني على الضم لمضارعته المضمر، فإذا نوّن فقد زال عنه البناء، وسبيله أن يرجع إلى أصله، ويرى بعضهم: أن يترك مضموما، ويروون بيت الأحوص «سلام الله يا مطر عليها» بالرفع، والنصب، كلّ فريق يؤيد به مذهبه، مع أن الشاعر قاله مرّة واحدة إما بالرفع، أو النصب، فأيّ القولين وافق نطق الشاعر؟ والله أعلم. [الخزانة/ ٦/ ٥٠٨].