١٢٥ - أتوا ناري فقلت منون أنتم ... فقالوا الجنّ قلت: عموا ظلاما
فقلت: إلى الطعام فقال منهم ... زعيم: نحسد الإنس الطعاما
قالها شمير بن الحارث، ذكر في البيتين أنّ الجنّ طرقته وقد أوقد نارا لطعامه فدعاهم إلى الأكل منه فلم يجيبوه وزعموا أنهم يحسدون الإنس في الأكل وأنهمّ فضلوا عليهم بأكل الطعام.
والشاهد «منون» حيث جمعه في الوصل ضرورة، وإنما يجمع في الوقف وهو جمع «من». [سيبويه/ ١/ ٤٠٢، والخصائص/ ١/ ١٢٩، وشرح المفصّل/ ٤/ ١٦].
١٢٦ - بنيّ إنّ البرّ شيء هيّن ... المنطق الطّيّب والطّعيّم
ليس له قائل مسمّى، وإنما يرويه الثقات عن الأعراب، ولكن هذا الرجز يروى.
بنّي إنّ البر شيء هيّن ... وجه طليق وكلام ليّن
أما الرواية التي ذكرتها وآخرها «الطعيم» بالميم تصغير الطعام، فهي شاهد على إعطاء الحرف حكم مقاربه في المخرج متى اجتمعا رويّين (هيّن) و «طعيّم» لتقارب الميم والنون في المخرج، فجعل قافية الميم مثل النون [شرح المفصل/ ١٠/ ٣٥، ١٤٤. وشرح أبيات المغني/ ٨/ ٦٧].
١٢٧ - لا يبعد الله التّلبّب وال ... غارات إذ قال الخميس نعم
من قصيدة للمرقش الأكبر في المفضليات، واسم الشاعر عوف بن سعد، وسمي المرقش لقوله:
الدار قفر والرسوم كما ... رقّش في ظهر الأديم قلم
ومعنى رقش: زيّن، وحسّن، والمرقش الأصغر ابن أخيه. والاثنان جاهليان. ذكر ابن هشام البيت في الباب الخامس تحت عنوان «في ذكر الجهات التي يدخل الاعتراض على المعرب من جهتها .. وذكر عشر جهات، وأولها وهي أهمها: أن يراعي المعرب ما يقتضيه ظاهر الصناعة ولا يراعى المعنى، وكثيرا ما تزل الأقدام بسبب ذلك».
وأول واجب على المعرب أن يفهم معنى ما يعربه، مفردا أو مركبا، ولهذا لا يجوز