قاله امرؤ القيس. وراش السهم: ركّب فيه الريش، والنبل: السهام، لا واحد له من لفظه. يقول لها: أمري من أمرك وهواي من هواك، وهذان مثلان ضربهما للمودة والمواصلة.
وشاهده: تنوين «واصل»، و «رائش»، ونصب ما بعدهما تشبيها بالفعل المضارع؛ لأنهما في معناه ومن لفظه، فجريا مجراه في العمل، كما جرى مجراهما في الإعراب.
[سيبويه/ ١/ ٨٣].
٢٧٨ - إنّي انصببت من السماء عليكم ... حتى اختطفتك يا فرزدق من عل
قاله جرير، يهجو الفرزدق. ومعناه: أخذتك أخذ مقتدر ظاهر عليك. يريد: غلبته إيّاه في الشعر.
والشاهد: أن «عل» بمعنى «فوق». [سيبويه/ ٢/ ٣٠٩].
٢٧٩ - ما إن يمسّ الأرض إلا منكب ... منه وحرف السّاق طيّ المحمل
قاله أبو كبير الهذلي. ما إن، إن: زائدة لتوكيد النفي. نعت رجلا بالضمر، فشبهه في طيّ كشحه وإرهاف خلقه بالمحمل، وهو حمالة السيف، ويقول: إنه إذا اضطجع، لم يمس الأرض إلا منكبه وحرف ساقه؛ لأنه خميص البطن
فلا ينال بطنه الأرض.
والمنكب: مجتمع رأس العضد والكتف.
والشاهد فيه: نصب «طيّ المحمل» بإضمار فعل دلّ عليه قوله: ما إن يمس الأرض إلا منكب منه وحرف الساق؛ لأن هذا القول يدل على أنه طوي طيّا. [سيبويه/ ١/ ١٨٠، والإنصاف/ ٢٣٠، والأشموني/ ١/ ١٢١، والخصائص/ ٢/ ٣٠٩].