تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ [المؤمنون: ٢٠]، يعني: زيت الزيتون. أو الزيتون نفسه. والقرص: الرغيف .. وكما: بمعنى: كيما ..
وفيها الشاهد: حيث يرى الكوفيون أن «كما» تأتي بمعنى «كيما» وقد ينصب المضارع بعدها .. وشواهدهم على ذلك كثيرة ... وفي هذا الشاهد جاء الفعل ساكن الياء (يكفيك) فيحتمل الرفع بضمة مقدرة، ويحتمل النصب بفتحة مقدرة، ولم يحرك الشاعر الياء بالفتحة للضرورة .. وهم يفعلون ذلك كثيرا. [الإنصاف/ ٥٩٢].
١٠٤ - وإنّي امرؤ من عصبة خندفيّة ... أبت للأعادي أن تذلّ رقابها
العصبة: الجماعة من الناس، وخندفيّة: بكسر الخاء والدال، منسوبة إلى خندف: وهي امرأة إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان، وأصل اسمها ليلى بنت حلوان .. لقّبت خندف في قصة مشهورة، وأصل: الخندفة: الإسراع في السير. خندف الرجل: أسرع.
والشاهد:«أبت للأعادي أن تذلّ رقابها» فيكون الجار والمجرور، معمول صلة أن المصدرية تذلّ، تقدّم على «أن» والجمهور لا يجوّز تقديم معمول صلة «أن» المصدرية، ولذلك جعلوا الجار والمجرور متعلّقين بفعل محذوف يقدّر مثله، ويكون المذكور تفسيرا للمحذوف. والتقدير: أبت أن تذل رقابها للأعادي أن تذلّ رقابها .. وهذا تأويل للبصريين مردود، لأنه مستقبح، حيث أرادوا به نقض قول الكوفيين بجواز تقديم معمول الفعل المنصوب بلام الجحود عليه، وقالوا: إنه منصوب بفعل مقدر، في قولك «ما كنت فريدا لأضرب .. والنصوص تشهد للكوفيين وهي أقوى من قياس البصريين المبني على الوهم، والتعليلات التي لم يردها العرب .. والحقّ أنهم وضعوا قواعدهم وعمموها قبل أن يستغرقوا النظر في النصوص جميعها، فلما جابههم خصمهم بالنصوص، تأوّلوها وأخضعوها لمقاييسهم، ولكن من حفظ حجّة على من لم يحفظ.
[الإنصاف ص ٥٩٦، وشرح المفصل ج ٧/ ٢٩].
١٠٥ - فأمّا القتال لا قتال لديكم ... ولكنّ سيرا في عراض المواكب
هذا البيت للحارث بن خالد المخزومي، من قطعة يهجو بها بني أسد بن أبي العيص ..